كشف وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان عن ان ايران تلقت الاسبوع الماضي رسالة من وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، بأن السعودية على استعداد لنقل المباحثات الجارية مع ايران بوساطة عراقية، من المستوى الامني الى المستوى السياسي.
إيصال نيوز/ وكشف امير عبداللهيان ايضا، في لقاء مع التلفزيون الايراني، عن ان الجولات الخمس من المفاوضات التي اجرتها ايران والسعودية، حققت تقدما على المستوى الامني، واعرب عن أمله بأن تؤدي المفاوضات "الى عودة العلاقات الدبلوماسية بين ايران والسعودية الى طبيعتها".
من المعروف ان جلسات الحوار بين ايران والسعودية بدأت في نيسان/أبريل عام 2021 بواسطة عراقية، ومن المقرر ان تجري جولة سادسة من المفاوضات، قد تكون علنية وتناقش القضايا السياسية.
من المؤشرات القوية على ان المفاوضات بين ايران والسعودية وصلت الى مراحل متقدمة وايجابية، هو اعلان الامارات والكويت، عن عزمهما ارسال سفيريهما الى ايران قريبا.
في حال نجحت ايران والسعودية في تطبيع العلاقات بينهما، فإن ذلك سيرتد إيجابا على استقرار وتنمية المنطقة برمتها، ويعزز من الامن الجماعي فيها، ويسد الطريق امام التدخلات الخارجية، ويكشف عن أكذوبة الثنائي الامريكي الاسرائيلي عن وجود عدو وهمي يهدد دول المنطقة، ويفشل المخططات الرامية الى جرها الى احلاف عسكرية، الهدف منها استنزاف طاقات وثروات شعوبها.
ان ما يجري اليوم في اوكرانيا ، يجب ان يكون درسا بليغا لجميع الانظمة في منطقتنا، فكل الذي جرى ويجري في اوكرانيا، هو بسبب تدخل العامل الاجنبي، الذي كان يحرض على توسيع حلف الناتو بهدف محاصرة روسيا، دون الاخذ بنظر الاعتبار التداعيات الكارثية لمثل هذه السياسة على الشعب الاوكراني، الذي تُرك وحيدا يواجه مصيره لوحده، من دون ان تتجرأ امريكا ولا حلف الناتو على فعل شيء، سوى مده بالاسلحة لا بهدف الانتصار في الحرب بل من أجل استنزاف روسيا.
اوكرانيا، التي كانت جزءا مهما في دولة الاتحاد السوفيتي السابق، وتربطها حدود طويلة برية وبحرية مع روسيا، كما تربطها علاقات تاريخية ودينية واجتماعية متشابكة ومعقدة مع روسيا، ومن الصعب جدا فصل امن روسيا عن امن اوكرانيا، إلا ان القيادة الاوكرانية وبدفع من الغرب، قفزت فوق كل تلك الحقائق وتجاهلتها، وتعاملت بسذاجة غريبة عندما اتخذت قرارها بالانضمام الى حلف لا يهدد أمن روسيا فحسب بل وجودها أيضا، فوقع الذي لم تتوقعه القيادة الاوكرانية.
الاواصر الجغرافية والتاريخية والاجتماعية والدينية والاقتصادية والسياسية والتجارية، التي تربط ايران ودول الاقليم ومنها السعودية، هي اواصر لا تقل اهيمة عن الاواصر التي كانت تربط روسيا باوكرانيا، كما ان الاواصر التي تربط اوكرانيا بامريكا تكاد تكون لا شيء، كما هي شأن الاواصر التي تربط الدول العربية والاسلامية بالكيان الاسرائيلي المحتل.
ان الخطوة التي اتخذتها السعودية، والمتمثلة بالانخراط وبجدية في مفاوضات مع ايران، هي خطوة كبيرة على الطريق الصحيح، لا سيما ان ايران كانت ومازالت تقف على هذا الطرق وهي تمد يدها للسعودية ولجميع جيرانها، لمعرفتها ان أمن وإستقرار المنطقة مرتبطان بأمن كل دولة فيها، ولا يستقر أمن المنطة، اذا كان أمن اي دولة فيها مهدد، فأمن المنطقة هو أمن مشترك، ولا يتهدده إلا العامل الاجنبي، وهو عامل بات هدفه واضحا للجميع، وهذا الهدف هو أمن "إسرائيل"، وهو أمن لا يتحقق إلا على خراب أمن دول الاقليم.