إيصال نيوز/ وافتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فعاليات الشقّ الرئاسي من القمة، وتستمر يومين، وتتضمن كلمات ومناقشات بشأن قضايا أبرزها الانتقال العادل لتنفيذ الالتزامات المناخية والأمن الغذائي والتمويل المبتكر للمناخ والتنمية.
ووجه الرئيس المصری -في كلمته- نداء لوقف الحرب الأوكرانية، نظرا لتداعياتها على دول العالم. وشدد في كلمته على ضرورة إنهاء معاناة تغير المناخ، خاصة أن الشعوب باتت أكثر دراية بحجم التحدي وتنتظر تنفيذ التعهدات، داعيا إلى تنفيذ اتفاق باريس بشكل فعال.
وطالب بضرورة التجاوب مع شواغل قارة أفريقيا وتنفيذ الدول المتقدمة تعهداتها، داعيا مفاوضي المناخ إلى التحلي بالمرونة.
ويتضمن الشق الرئاسي من المؤتمر عقد 3 موائد مستديرة عالية المستوى، حيث سيلقي الرؤساء المشاركون كلمات تتناول جهود بلادهم في مواجهة تداعيات التغيرات المناخية، كما ستعقد أيضا 3 موائد مستديرة غدا الثلاثاء.
وتوافد قادة العالم اعتبارا من اليوم الاثنين إلى مؤتمر الأطراف حول المناخ "كوب 27" (COP 27)، في مدينة شرم الشيخ بمصر.
أزمات مترابطة
وسيقوم نحو 110 من قادة الدول والحكومات بمداخلات اليوم الاثنين وغدا الثلاثاء أمام المندوبين المجتمعين في المنتجع الواقع بجنوب شبه جزيرة سيناء، في إطار القمة.
ويتعرض القادة لضغوط كبيرة لتعزيز تعهداتهم المناخية إزاء الاحترار الآخذ بالارتفاع، ولتوفير دعم مالي للدول الفقيرة أكثر المتضررين من التغير المناخي.
وتأتي القمة وسط أزمات متعددة مترابطة تهز العالم، وهي الغزو الروسي لأوكرانيا، والتضخم، وخطر حصول ركود، وأزمة الطاقة مع تجدد الدعم لمصادر الطاقة الأحفورية، وأزمة الغذاء، في وقت سيتجاوز عدد سكان العالم 8 مليارات نسمة.
وهذه "الأزمة المتعددة الجوانب" قد تدفع بأزمة التغير المناخي إلى المرتبة الثانية في سلم الأولويات رغم أن تداعياتها المدمرة تجلت كثيرا العام 2022 مع فيضانات قاتلة وموجات قيظ وجفاف عاثت فسادا بالمحاصيل.
ويغيب عن المؤتمر الرئيس الصيني شي جين بينغ، في حين أن نظيره الأميركي جو بايدن المنشغل بانتخابات منتصف الولاية سيزور شرم الشيخ سريعا في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
تعويض الدول الفقيرة
ويترقب العالم باهتمام الإعلانات المتعلقة بالمساعدات إلى الدول الفقيرة، وهي عادة أكثر البلدان عرضة لتداعيات الاحترار المناخي رغم أن مسؤوليتها فيه محدودة، إذ إن انبعاثاتها من غازات الدفيئة قليلة جدا.
وفي بادرة يأمل كثير من الناشطين ألا تكون رمزية فقط قرر المندوبون إلى القمة أمس الأحد للمرة الأولى إدراج مسألة تمويل الأضرار الناجمة عن الاحترار في جدول الأعمال الرسمي للمؤتمر.
وتقدر هذه الأضرار بعشرات المليارات من الدولارات ويتوقع أن تستمر بالارتفاع، فالفيضانات الأخيرة التي غمرت ثلث باكستان تسببت وحدها بأضرار قدرت بأكثر من 30 مليار دولار.
وتطالب الدول الضعيفة إزاء هذه التداعيات بآلية تمويل خاصة، لكن الدول الغنية تتحفظ على ذلك، إذ تخشى أن تتحمل المسؤولية رسميا، وتفيد بأن نظام تمويل المناخ معقد بما في الكفاية في وضعه الراهن.
انتهی/*