قال أمير سعيد إيرواني، السفير والمندوب الدائم للجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الأمم المتحدة: إن إيران تدعم تشكيل حكومة شاملة من خلال انتخابات حرة وحوار وطني شامل في سوريا يؤدي إلى تمثيل عادل لجميع السوريين.
إيصال نيوز/ وفي كلمة له في جلسة مجلس الأمن التي عقدت الاربعاء بشأن "الوضع في الشرق الأوسط (سوريا)" قال أمير سعيد إيرواني، السفير والمندوب الدائم للجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الأمم المتحدة: أود أن أعرب عن أخلص التهاني للصين على توليها رئاسة مجلس الأمن هذا الشهر. وأشيد أيضًا بالجزائر على قيادتها الناجحة واستكمال رئاستها في يناير/كانون الثاني. ونشيد بالممثل الخاص بيدرسون ووكيلة الأمين العام جويس ميسويا على تقاريرهما وعلى دعمهما للمشاركة البناءة للأمم المتحدة مع السلطات السورية المؤقتة لتحسين الوضع في البلاد.
واضاف: بالنظر إلى الوضع الحالي في سوريا، أود أن أؤكد على النقاط التالية:
1) لا تزال سوريا تواجه تحديات إنسانية واقتصادية كبيرة. ويتطلب معالجة هذه الأزمات إعطاء الأولوية لإعادة بناء البنية التحتية الحيوية واستعادة الخدمات الأساسية، وخاصة مشاريع التعافي الأولية؛ وهذا ضروري جدًا لعملية إعادة الإعمار في هذا البلد. لكن هذه الجهود تعوقها بشدة العقوبات التعسفية وغير القانونية العابرة للحدود الوطنية التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. إن تقديم الإغاثة المؤقتة أو الإعفاءات الإنسانية المحدودة لا يعد حلاً مستدامًا. يجب إلغاء هذه الإجراءات غير القانونية بشكل كامل، لأنها بالإضافة إلى انتهاكها للحقوق الأساسية للشعب السوري، تؤثر بشكل غير متناسب على الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع وتعوق عملية تعافي البلاد. علاوة على ذلك، فإن رفع هذه الإجراءات الجائرة يعد شرطاً أساسياً لخلق الظروف اللازمة للعودة الآمنة والكريمة والطوعية لجميع اللاجئين والنازحين السوريين.
2) إن عودة الإرهاب إلى سوريا يشكل تهديداً متزايداً. لقد أدى وجود المقاتلين الإرهابيين الأجانب ذوي الأهداف المتضاربة إلى تفاقم حالة عدم الاستقرار وتعريض الأمن الإقليمي والدولي للخطر بشكل جاد. وكما حذر وكيل الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب في المجلس، فإن "خطر وقوع مخزونات من الأسلحة المتطورة في أيدي الإرهابيين" يظل يشكل مصدر قلق خطير. ويحتجز حاليا نحو 42,500 شخص، بعضهم ربما يكون على صلة بتنظيم داعش، في معسكرات اعتقال في شمال شرق سوريا. إن إنشاء عملية منظمة وخاضعة للمساءلة لإعادة هؤلاء الأفراد إلى بلدانهم الأصلية ومحاكمتهم من خلال العمليات القانونية أمر ضروري لاستعادة الاستقرار في سوريا والمنطقة بأسرها. وتظل الجمهورية الإسلامية الإيرانية ملتزمة بمكافحة الإرهاب ومستعدة للتعاون مع الشركاء الدوليين الشرعيين لمواجهة هذا التحدي الحيوي.
3) يجب احترام حقوق جميع المجتمعات السورية بشكل كامل وفقاً للقانون الدولي، ويجب أن تتوقف على الفور أي ضغوط سياسية أو اضطهاد يهدف إلى التهجير القسري للأقليات، وخاصة العلويين والشيعة. وعلى نحو مماثل، فإن حماية المواقع الدينية في سوريا أمر حيوي للحفاظ على هوية البلاد ووحدتها. وفي هذا الصدد، يجب أن تتمتع جميع المجتمعات السورية بالقدرة على الوصول غير المقيد إلى أماكنها الدينية، وأن تتمكن من ممارسة طقوسها الدينية بحرية دون خوف من المضايقة أو الترهيب أو الاعتقال.
4) لا يزال الکیان الصهيوني يشكل تهديداً خطيراً لسوريا، حيث انتهك مراراً وتكراراً سيادة البلاد وسلامة أراضيها. ويواصل هذا الکیان ، في انتهاك واضح لجميع قرارات مجلس الأمن، رفض الانسحاب من مرتفعات الجولان المحتلة. وبدعم من الولايات المتحدة، وسع کیان الاحتلال الإسرائيلي احتلاله ودمر بشكل منهجي البنية التحتية العسكرية والبحثية في سوريا. يجب على مجلس الأمن أن يتخذ إجراءات حاسمة لوقف هذه الاعتداءات وإجبار الكيان على الانسحاب من جميع الأراضي المحتلة في سوريا.
5) تؤكد الجمهورية الإسلامية الإيرانية مرة أخرى التزامها الثابت بسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها. مستقبل سوريا يجب أن يحدده شعب هذا البلد حصرياً، دون أي تدخل أو فرض خارجي. إيران تدعم تشكيل حكومة سوررية شاملة من خلال انتخابات حرة وحوار وطني شامل يضمن التمثيل العادل لجميع السوريين. ويوفر قرار مجلس الأمن رقم 2254 (2015) إطاراً واضحاً لهذه العملية، حيث يحدد الإصلاح الدستوري كأولوية رئيسية. كما تؤكد إيران على مكانة سوريا المشروعة والجديرة بها في المجتمع الدولي وتعهدها بتنفيذ التزاماتها الدولية والثنائية مع الحفاظ على السيادة الوطنية.
6) ترفض الجمهورية الإسلامية الإيرانية رفضاً قاطعاً وغير مشروط الإدعاءات الباطلة التي أطلقها ممثل الولايات المتحدة ضد طهران. إن هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة، بل يبدو أنها ملفقة فقط بهدف تشويه الحقائق والوقائع على الأرض وتضليل المجتمع الدولي. ولكن لسوء الحظ، هذه الإدعاءات ليست جديدة ولا غير متوقعة؛ بل هي ببساطة نتيجة لتعليمات واشنطن، التي ترى ضرورة توجيه الاتهامات لطهران في كل اجتماع لمجلس الأمن. لكن الحقائق نفسها تتحدث عن نفسها. منذ سنوات، تنتهك الولايات المتحدة سيادة سوريا وسلامة أراضيها مراراً وتكراراً تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، وتوفر المأوى للجماعات الإرهابية وكيان الاحتلال الإسرائيلي لتعزيز اطماعه الجيوسياسية.
7) وفي الختام، تظل الجمهورية الإسلامية الإيرانية ملتزمة بلعب دور بناء بالتنسيق مع الأمم المتحدة والشركاء الإقليميين والحكومة السورية، التي تمثل إرادة الشعب السوري، لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين في سوريا والمنطقة. وفي هذا الصدد، ندعم بشكل كامل جهود الممثل الخاص للأمم المتحدة السيد جير بيدرسن، ونؤكد على أن الأمم المتحدة يجب أن تلعب دورها المركزي في هذه العملية.