بوتين يوقع مرسوما بمفهوم السياسة الخارجية الروسية الجديد
وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوما باعتماد النسخة المحدثة من عقيدة السياسة الخارجية الروسية بما يتلاءم مع التطورات الحديثة.
إيصال نيوز/ في توجه لمسايرة التحولات على الساحة الدولية بعد العملية العسكرية في أوکرانيا، أقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقيدة جديدة للسياسة الخارجية اعتبارا من 31 مارس 2023.
وقال بوتين خلال اجتماع مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي اليوم بعد توقيع المرسوم: “لقد تطلبت منا التغييرات الجذرية في الحياة الدولية أن نعدل بجدية وثائق التخطيط الاستراتيجي الرئيسية ومن بينها مفهوم السياسة الخارجية لروسيا والذي يحدد مبادئ ومهام وأولويات النشاط الدبلوماسي”.
من جانبه أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن المفهوم الجديد للسياسة الخارجية الروسية يوفر إمكانية إدخال إجراءات رد متماثلة أو غير متماثلة، حيث يطلق على الولايات المتحدة في المفهوم الجديد صاحبة المبادرة والمحرك الرئيسي للخط المناهض لروسيا في العالم.
وقال لافروف: “في ظل ظروف التهديدات الخارجية يؤكد المفهوم الجديد للسياسة الخارجية الروسية على أن مبدأ الارتباط الأمني متاح استناداً للندية، كما يتحدث المفهوم الجديد عن إعادة هيكلة جادة للاقتصاد العالمي”.
وأكد لافروف أن المفهوم الجديد للسياسة الخارجية الروسية يعكس منطقياً التطورات الجديدة في الشؤون الدولية.
وأهم ما جاء في النسخة المحدثة من عقيدة السياسة الخارجية الروسية حسب وكالة تاس هو “استخدام الجيش لصد ومنع أي هجوم مسلح ضد روسيا، أو ضد أي من حلفائها والتأكيد على تعامل روسيا مع الدول الأخرى بالمثل”.
واعتبرت الوثيقة أن الولايات المتحدة الأمريكية هي “المحرك الرئيسي والمصدر الأساسي للسياسة المعادية لروسيا، وأكبر تهديد يواجه العالم وتطور البشرية”، مبينة أن إحدى أولويات روسيا “القضاء على الهيمنة في الشؤون الدولية من جانب الولايات المتحدة والدول الأخرى غير الصديقة”، مشيرة إلى أن مكافحة (الروسوفوبيا) في مختلف المجالات من أولويات السياسة الإنسانية لروسيا في الخارج.
وشددت الوثيقة على معارضة روسيا لسياسة خطوط التقسيم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، واهتمامها بتعزيز العلاقات والتنسيق بشكل شامل مع مراكز القوة العالمية الصديقة كالصين والهند، وقيام موسكو بالتحقيق في التطوير المفترض للأسلحة البيولوجية والسمية.
وبينت الوثيقة أن المشروع الرائد بالنسبة لروسيا في القرن الحادي والعشرين هو تحويل أوراسيا إلى مساحة متكاملة يعمها السلام والاستقرار والازدهار، وتشكيل نظام عالمي يوفر أمناً موثوقاً به، ويضمن تكافؤ الفرص بالنسبة للجميع وتحقيق الأمن المتساوي لجميع الدول على أساس مبدأ المعاملة بالمثل.
وكان الإصدار السابق لمفهوم السياسة الخارجية الروسية صدر في تشرين الثاني عام 2016،وتم العمل على تحديثه خلال السنوات القليلة الماضية.