رئيس الموساد وفي خطابه الأخیر تحدث عن ظروف ما بعد إحياء الاتفاق النووي وسوّف تهديداته الى ذلك الوقت و هدد أن أي هجوم على "إسرائيل" أو مستوطنيها من قبل إيران سيتم الرد عليه داخل الأراضي الإيرانية! .
الخبر : زعم رئيس الموساد إنه حتى لو تم إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة ( الاتفاق النووي) ، فإن إيران لن تكون في مأمن من أنشطة الموساد . وحذر "ديفيد بارنيا" من أن أي هجوم على "إسرائيل" أو مستوطنيها من قبل إيران سيتم الرد عليه داخل الأراضي الإيرانية! .
الاعراب :
- هذا التعليق من رئيس الموساد، الى جانب البيان الأخير للترويكا الاوروبية والرد الامريكي الفاتر على مقترحات إيران فيما يخص الاتفاق النووي، تشير الى أن الجانب الغربي لا يزال يأمل من خلال ممارسة الضغط على ايران في خصوص الاتفاق النووي ارغامها على التراجع عن مواقفها المبدئية وحقوقها المشروعة. وهذا يعني أنه رغم استعراض الجانب الغربي لعضلاته في مواجهة إيران، الا ان امريكا والدول الاوروبية لا تزال لا تريد تضييع فرصة التوصل إلى اتفاق بسهولة. بمعنى آخر أن تفويت الفرصة وقبل ان يكون بضرر ايران سيضر الجانب الغربي بشكل اكبر .
- التصريحات الاخير لرئيس الموساد، إلى جانب موقف غروسي اليوم وطلبه من إيران السماح للحصول على مزيد من المعلومات حول أنشطتها النووية ، تشير إلى أن الكيان الاسرائيلي لم يحقق لحد الان بشكل كامل ما كان يرجوه من تاثير على الوكالة الدولية للطاقة الذرية. يشار الى ان الكيان الاسرائيلي بذل ويبذل جهودا حثيثة لحرف الوكالة الدولية عن اكتشاف وإعلان واقع النشاطات النووية لإيران من خلال تقديم معلومات مغلوطة مستقاة من التجسس، وبالطبع كان رد إيران المستمر على أسئلة (مزاعم) الوكالة في هذا الخصوص هو ان المعلومات المزعومة الناتجة عن التجسس لا قيمة لها بالنسبة للجمهورية الإسلامية الايرانية .
- رئيس الموساد وفي خطابه تحدث عن ظروف ما بعد إحياء الاتفاق النووي وسوّف تهديداته الى ذلك الوقت. يكفي لرئيس الموساد الجديد هذا أن يحصل على فكرة عن حجم القوة الإسرائيلية ويكمّل معلوماته في هذا الخصوص ويطالع ملف ما يسمى بحرب السفن وكيف انتهت من جهة و احداث اربيل من جهة اخرى. طبعا لو حصل على معلومات حول الحدود الإسرائيلية وما تحيط بها من صواريخ محور المقاومة، فلن يحتاج بعد ذلك للحصول على معلومات حول ميزات ومدى طائرة "آرش 2" التي تم كشف النقاب عنها برسالة واضحة خلال هذه الأيام.
- على الرغم من أن محور المقاومة هو كيان واحد ظهر دائما برسالة موحدة وتوجه موحد ضد "إسرائيل"، إلا أن التطور اليومي للنزاعات داخل الأراضي المحتلة وفي قلب تل أبيب رفع مستوى الصراع هذه الأيام من مستوى المواجهة المباشرة وغير المباشرة لمثال جديد لا يمكن وصفه. هذا في حين أن تسويق المشاكل الأمنية بهدف استقطاب اصوات الناخبين الآبقين والمذعورين هو السياسة الدائمة للكيان الاسرائيلي خلال العقود الأخيرة وخاصة السنوات والاشهر الأخيرة.
- رئيس الموساد وعد بالرد بالمثل على اجراءات ايران وأصدقاء الجمهورية الإسلامية داخل إيران. ربما يمكن تأكيد جدية هذه التهديدات وعمقها فقد عندما يعلن الكيان الاسرائيلي رسميا مسؤوليته عن إحدى الهجمات ضد إيران في السنوات الماضية على الاقل. الإيرانيون لديهم مثل شهير يقول: الكلام الفارغ ليس عليه ضريبة.
- يمكن تلخيص مجموع التصريحات المتزامنة لرافائيل غروسي ورئيس الموساد في هذه الجملة: يجب على إيران أن تتيح للوكالة الدولية المزيد من حرية الوصول لانشطتها النووية حتى تتمكن من طرح المزيد من الذرائع الجديدة، وبالطبع بعد تلبية هذه الظروف!، ستبقى عصا تهديد (إسرائيل بالنيابة عن أمريكا) فوق رأس إيران. من الواضح أن تحقيق كلا الافتراضين مستحيل بسبب سلوك الإيرانيين .
- ربما المسؤولين الإسرائيليين ذوي الخبرة يدركون أفضل من أي شخص آخر مدى قوة كيانهم في مواجهة إيران ، وكذلك يشعرون بقلق اكثر من أي شخص آخر حيال عدم احياء الاتفاق النووي والتوصل الى النتيجة المرجوة. ولكن عملانيا وبناء على تقاسم الادوار مع الجانب الغربي ، يحاول كل منهما أن يقوم بدوره على افضل وجه في هذا السيناريو. لكن هذا التمثيل الرديء والبالي سيترك تاثيره على اي ايران، وأي من هذه التهديدات الدبلوماسية والعسكرية المتزامنة ستجبر إيران على الاستسلام، امر يصعب تحقيقه. الامر المفروغ عنه والبديهي هو ان ايران 1401 اصبحت مصداقا للمثل الشهير : كن ذئبا حتى لا تأكلك الكلاب./الجز یرة