20 قتيلا في اشتباكات العراق.. الصدر يُضرب عن الطعام وقوات الأمن تخرج أنصاره من القصر
أكدت مصادر طبية عراقية للجزيرة سقوط 20 قتيلا في المواجهات المسلحة التي اندلعت داخل المنطقة الخضراء بالعاصمة بغداد، بعد إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الاثنين اعتزال العمل السياسي.
إيصال نيوز/ وشهد العراق في الساعات الأخيرة تطورات أمنية وسياسية متلاحقة، حيث أخرجت القوات الأمنية بالقوة أنصار الصدر من داخل القصر الحكومي والساحات المحيطة به، وفرضت حظرا للتجول في جميع المحافظات.
وقال رئيس الكتلة الصدرية البرلمانية المستقيلة حسن العذاري في تغريدة على تويتر إن الصدر أعلن الدخول في إضراب عن الطعام حتى يتوقف العنف واستعمال السلاح.
وأظهرت مقاطع فيديو اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة داخل المنطقة الخضراء في بغداد.
وأفاد مراسل الجزيرة بسماع دوي 13 انفجارا في المنطقة الخضراء بالعاصمة العراقية بغداد، واصفا ما يجري بالحرب الحقيقية، حيث دارت اشتباكات عنيفة في المنطقة الخضراء، وتصاعدت ألسنة اللهب في مناطق مختلفة منها.
الاشتباکات دارت بين التيار الصدري والإطار التنسيقي اللذين يمتلكان مليشيات مسلحة وقدرات عسكرية هائلة.
وبدورها، قالت وكالة الأنباء الفرنسية إن 7 قذائف هاون على الأقل سقطت مساء الاثنين في المنطقة الخضراء، التي تضم مقار حكومية وسفارات.
وقال الرئيس العراقي برهم صالح في تغريدة على توتير إن دم جميع العراقيين خط أحمر.
صافرات الإنذار
وقالت وسائل إعلام عراقية إن صافرات الإنذار دوّت في السفارة الأميركية في بغداد بعد سقوط قذيفة هاون قربها.
وأكدت إخلاء مقر السفارة الهولندية في المنطقة الخضراء وانتقال موظفيها للسفارة الألمانية.
وأفاد مراسل الجزيرة بوقوع إطلاق نار كثيف قرب البرلمان العراقي داخل المنطقة الخضراء، وإطلاق نار كثيف في البصرة، بالتزامن مع بدء سريان حظر التجول الشامل في جميع المحافظات العراقية.
وقالت وكالة الأنباء العراقية إن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وجه بمنع استخدام الرصاص وإطلاق النار على المتظاهرين من أي طرف أمني. كما وجه بفتح تحقيق عاجل بشأن أحداث المنطقة الخضراء، مطالبا قوات الأمن بحماية المتظاهرين.
حظر التجول
بدورها، أعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية حظر التجول الشامل في جميع المحافظات اعتبارا من الساعة السابعة مساء الاثنين. ودعت في بيان المواطنين إلى التعاون التام مع الأجهزة الأمنية كافة، والالتزام بحظر التجول، والابتعاد عن الشائعات المغرضة.
بدوره، عاهد رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق فالح الفياض العراقيين بأن يكون الحشد خارج الاصطفاف السياسي، وأن يساهم في حماية العملية السياسية.
حالة الإنذار القصوى
كما قرر رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي تعليق جلسات مجلس الوزراء إلى إشعار آخر بسبب دخول متظاهرين مقر المجلس، وأعلن حالة الإنذار القصوى في بغداد لكل القوات الأمنية.
وطالب رئيس الوزراء العراقي -خلال ترؤسه اجتماعا طارئا للقيادات الأمنية في مقر العمليات المشتركة- القيادات الأمنية بالالتزام التام بحماية أرواح المتظاهرين والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة.
اشتباکات خارج بغداد
وخارج العاصمة، اقتحم أنصار التيار الصدري مكتب مجلس النواب في محافظة كربلاء جنوب البلاد، كما أظهرت صور محاصرة أنصار التيار الصدري محكمة الاستئناف في محافظة ميسان الاتحادية جنوب شرقي العراق.
وقال مسؤولون أمنيون عراقيون إن أنصار الصدر يغلقون مداخل ميناء أم قصر في محافظة البصرة.
وقال مراسل الجزيرة إن أنصار التيار الصدري أغلقوا مقر مبنى محافظة ذي قار في مدينة الناصرية.
واقتحم أنصار الصدر أيضا مقر محافظة ديالى شرق العاصمة بغداد، وأظهرت صور بثها ناشطون عشرات منهم وهم يتجولون داخل أروقة مقر المحافظة.
وفي محافظة واسط اقتحم أنصار الصدر مبنى المحافظة وسيطروا عليه بالكامل.
اعتزال الصدر
وتفجرت الأزمة عندما أعلن مقتدى الصدر -صباح اليوم الاثنين- اعتزاله الحياة السياسية نهائيا وإغلاق المؤسسات التابعة له.
وقال الصدر -في بيان نشره عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر- إنه سيغلق "كافة المؤسسات إلا المرقد الشريف والمتحف الشريف وهيئة تراث آل الصدر الكرام". وتابع "الكل في حل مني، وإن مت أو قُتلت فأسألكم الفاتحة والدعاء".
كما جاء في البيان على لسان مقتدى الصدر "لم أدّعِ يوما العصمة أو الاجتهاد ولا حتى القيادة، إنما أنا آمر بالمعروف وناهٍ عن المنكر، ولله عاقبة الأمور، وما أردت إلا أن أقوّم الاعوجاج الذي كان السبب الأكبر فيه هو القوى السياسية الشيعية بوصفها الأغلبية، وما أردت إلا أن أقرّبها إلى شعبها وأن تشعر بمعاناته"./الجزیرة
دعوات للحوار
وجددت الرئاسات العراقية الثلاث -في وقت سابق اليوم الاثنين- دعمها دعوة رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي لعقد جولة جديدة من الحوار الوطني الأسبوع الحالي لبحث ومناقشة الأفكار والمبادرات التي تخص حل الأزمة الحالية، وبحضور التيار الصدري.
و ذكر بيان لرئاسة الجمهورية أن الرئيس العراقي برهم صالح عقد اجتماعا اليوم بحضور الكاظمي ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان، لبحث المستجدات على الساحة الوطنية.
وأكد المجتمعون أن "الحفاظ على الأمن والاستقرار والمسار الديمقراطي والدستوري في العراق واجب جميع العراقيين كما هو واجب مؤسسات الدولة والقوى السياسية الوطنية، وأن الحوار البناء هو الطريق السليم لإنهاء كل الخلافات الحالية حفاظا على مقدرات البلاد".