مخاوف من اندلاع حرب عالمية...قائد الجيش البريطاني یتحدث عن مواجهة مباشرة مع روسيا
لم يفوت قائد الجيش البريطاني الجنرال باتريك ساندرز فرصة ظهوره الأول أمام جنوده ليدق ناقوس الخطر بشأن إمكانية مواجهة روسيا بمشاركة الحلفاء الأوروبيين.
إيصال نيوز/ وأثار القائد العسكري البريطاني الذي استلم منصبه حديثا، الكثير من الجدل عندما دعا كل قوات بلاده إلى أن تكون على أهبة الاستعداد للفوز بأي معركة قد تخوضها على الأرض.
وزاد من حرارة حديث القائد العسكري البريطاني إشارته إلى أن أي مواجهة مباشرة مع روسيا ستعني اندلاع الحرب العالمية الثالثة.
وإذا كان العداء العسكري بين لندن وموسكو قد بات مستحكما، فإن نبرة أرفع مسؤول عسكري في المملكة المتحدة تظهر أن الوضع الحالي وصل لنقطة غير مسبوقة في مسار التصعيد العسكري بين الغرب وموسكو.
*نبرة متوقعة
وبمجرد انتهاء رئيس أركان الجيش البريطاني من كلمته المثيرة للجدل، انطلقت التعليقات والتحليلات بشأن مدى واقعية اندلاع مواجهة مباشرة مع روسيا، وضرورة تحضير الجيش البريطاني نفسه من أجل "هزيمة روسيا في أرض المعركة".
وحسب شبكة "بي بي سي" (BBC) البريطانية نقلا عن مسؤولين في وزارة الدفاع البريطانية، فإن هذا الخطاب لم يكن مفاجئا لبقية المسؤولين العسكريين الذين يتابعون تطورات المعركة في أوكرانيا ويعرفون أن الأمور تسير في اتجاه مقلق.
واستنفر قائد الجيش البريطاني كل قوات بلاده من أجل الدخول في مرحلة التحضير لأي معركة وشيكة، ويتماشى هذا الخطاب مع الإستراتيجية التي وضعتها الحكومة البريطانية لرفع الإنفاق العسكري بحوالي 3 مليارات جنيه إسترليني في كل سنة.
ويحمل القائد الجديد للجيش البريطاني والذي سبق له أن خدم في أفغانستان والعراق، همّ إعادة تكوين الجيش البريطاني خصوصا بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، والتراجع في عديد الجيش الذي يبلغ نحو 72 ألف جندي، وهو أضعف رقم منذ عقود طويلة.
*لا خطوط حمراء
ووصف العضو في مركز الأمن والدراسات العالمية بلندن البروفيسور طاهر عباس الحديث عن الحرب العالمية الثالثة بالأمر الجنوني، "لكنه غير مستغرب في سياق ما يعيشه العالم حاليا من صراعات خصوصا الحرب الأوكرانية".
وأكد المحاضر البريطاني، في حديثه للجزيرة نت، أن تصريحات قائد الجيش البريطاني عن سيناريو الحرب العالمية الثالثة تأتي في سياق "نظرة العسكريين في الغرب لتوسع مدى الصراع في العالم ولا أحد يعلم أين يمكن أن يقف"، مضيفا أن خطاب الجنرال البريطاني يعكس "رغبة في تحضير الجيش لأي سيناريو سيئ".
ووصف عباس الوضع الحالي بكونه شبيها بمرحلة الحرب الباردة وربما أكثر تعقيدا هذه المرة، "ذلك أن كل الخطوط الحمراء التي تم التعارف عليها بعد الحرب الباردة يتم اختراقها، مما يعني رسم خريطة قواعد جديدة للاشتباك، وهذا يجعل احتمال المواجهة المباشرة بين الطرفين مسألة مطروحة".
ويعترف الأكاديمي البريطاني بصعوبة التكهن بتطورات الصراع بين الغرب وروسيا، لأن هذا مرتبط بمدة الحرب في أوكرانيا والتي لا أحد يعرف إن كانت ستطول أم لا.
ويرى أن أمد الحرب مرتبط بنوعية الأسلحة التي تحصل عليها أوكرانيا، والتغيرات في أرض المعركة، والوضع الداخلي الروسي.
وعن السبب الذي جعل قائد الجيش البريطاني يتحدث بهذا الوضوح أمام جنوده، يرى طاهر عباس أن بريطانيا توجد في القلب من هذا الصراع وفي مقدمة الصف الذي يسعى لمواجهة روسيا، ولهذا على الجيش البريطاني أن يكون مستعدا.
*سيناريو الرعب
من جانبه، وصف مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني كريس دويل احتمال مواجهة مباشرة بين الجيوش الغربية والجيش الروسي بأنه "سيناريو الرعب وأسوأ ما يمكن أن يحدث للعالم لأن هذا يعني اندلاع حرب عالمية".
واستبعد المتحدث البريطاني، في تصرحه للجزيرة نت، احتمال أن تكون الدول الأوروبية راغبة في أي مواجهة مباشرة مع روسيا "بل على العكس ما زالت تبحث عن أي حلول سياسية لهذه الحرب".
وعن الحرب العالمية الثالثة وإن كانت مستبعدة، اعتبر كريس دويل أن التاريخ يخبرنا أن هذه الحروب قد تأتي بأشكال مختلفة "مثل صراع نووي أو انتشار الحروب خارج أوكرانيا بدول الجوار وعودة تفجر الصراعات المسلحة إلى الشرق الأوسط".
وقال إنه من الصعب التكهن بتطورات الحرب في أوكرانيا ولا مدتها، فهذا أمر مرتبط بالإمدادات العسكرية التي تحصل عليها أوكرانيا من الغرب، وكذلك بمدى تحمل موسكو الخسائر البشرية والمادية، ويبدو أنها باتت مقتنعة أن السيطرة على أوكرانيا أو تغيير نظام الحكم بات أمرا صعبا جدا، على حد قوله.
ولفت الأكاديمي البريطاني إلى أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يحضر الرأي العام لحرب طويلة الأمد "لأنه لحد الآن لا وجود لأي حل سياسي، ومن غير الواضح متى ستقتنع الدول المتحاربة بأنه لا وجود لمنتصر في هذه المعركة، وعلى الغرب أن يتخلى عن فكرة هزيمة روسيا".
وشدد كريس دويل على أن الولايات المتحدة وبريطانيا ليس لديهما أي رؤية لحل هذا الملف أو إنهاء الحرب، "فكل ما لديهما الآن هو تزويد أوكرانيا بالسلاح والمال، لكن في المقابل حتى روسيا تغير أهدافها بعد أن كانت تعتقد أنها سوف تحقق انتصارا سريعا".