مرت الأيام و الشهور ولم تسقط كييف بين أيدي الروس رغم التوقعات، مضت عام علی غزو الروس لأوكرانيا والذي وصفه الرئيس الروسي بأنه "عملية خاصة" وبغزوه لأوكرانيا، أدخل الرئيس فلاديمير بوتين نفسه في المأزق فکیف أخطأ بوتين في التقدير و ما هی حساباته الخاطئة؟
إيصال نيوز - وقبل عام واحد ، في 24 فبراير 2022 ، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يعتقد أنه يمكن أن يغادر ساحة المعركة في أوكرانيا منتصرا من خلال الاستيلاء على كييف، عاصمة أوكرانيا. في غضون أسبوع أو شهر على الأكثر. أو على الأقل أن یکون قادرا للإطاحة بالرئيس الأوكراني.
ولكن اليوم، وبعد عام من التضامن العالمي ضد غزو بوتين و بفضل مقاومة الجيش والشعب الأوكرانيين، رياح الحرب لم تجر كما تشتهي سفن موسكو. وتوالت الأيام والشهور والآن جيش بوتين هو الذي وقع في الورطة وهو في عجلة لإيجاد ممر لمغادرة أوكرانيا بكرامة.
ومن بين خیار السلام او انهيار نظام بوتين، "الهروب إلى الأمام" هو الخيار الذي يبدو أن الرئيس الروسي التجأ إليه في الوضع الحالي في الحرب الروسية الأوكرانية .
وخلال العام الماضي، حاول مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عدة مرات وقف الحرب و احتلال أوكرانيا، لكن مع استخدام روسيا حق النقض(الفیتو)، لم يستطع مجلس الأمن إدانة غزو أوكرانيا ووقفه؛ لهذا السبب سعت الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى إدانة موسكو في الجمعية العامة ؛ على الرغم من أن موافقات وقرارات هذه الجمعية ليست ملزمة لأي دولة في العالم.
وبعد مرور عام على احتلال الجيش الروسي لأجزاء من أوكرانيا، أكدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، من خلال إصدار قرار بأغلبية الأصوات، مع إدانتها مرة أخرى للغزو الروسي لأوكرانيا بسبب انتهاك ميثاق الأمم المتحدة، أکدت على ضرورة وقف النزاع والانسحاب الفوري للجيش الروسي دون قيد أو شرط من الأراضي الأوكرانية واحترام السيادة الإقليمية لأوكرانيا.
وتمت الموافقة على هذا القرار الذي صاغته أوكرانيا وبالتشاور مع الحلفاء الغربيين، بأغلبية 141 صوتًا مقابل سبعة أصوات وامتناع 32 عن التصويت.
الدول السبع التي صوتت ضد هذا القرار هي بيلاروسيا ونيكاراغوا وروسيا وسوريا وكوريا الشمالية وإريتريا ومالي.
وينص هذا القرار على أن الجمعية العامة تتعهد بالتزامها بسيادة أوكرانيا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها وفقًا لما هو معترف به داخل الحدود البرية والمياه الدولية لهذا البلد ومطالبتها بإصلاح فوري وكامل. والانسحاب غير المشروط. وشدد على خروج جميع القوات العسكرية الروسية من أراضي أوكرانيا وطالب بوقف الأعمال العدائية.
وبعد ساعات من اعتماد هذا القرار صرح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مرة أخرى في اجتماع مجلس الأمن على مستوى وزراء الخارجية بمناسبة مرور عام علی الحرب في أوكرانيا: «إن هجوم روسيا على أوكرانيا انتهاك واضح لميثاق الأمم المتحدة و القوانين الدولية.»
وتابع الأمين العام للأمم المتحدة: الآن و علی الأرض الأسلحة تتحدث، ولكن في النهاية، نعلم جميعًا أن الدبلوماسية والمساءلة هما الطريق إلى سلام عادل ودائم. يجب علينا جميعًا أن نشجع أي جهد هادف لإنهاء إراقة الدماء وأن نحاول أخيرًا منح ا لسلام فرصة.
من ناحية أخرى، أفادت رويترز أنه بالتزامن مع الموافقة على هذا القرار في الأمم المتحدة، أعلنت وزارة الخارجية الصينية يوم الجمعة عن خطتها المؤلفة من 12 نقطة للسلام في أوكرانيا، والتي تتضمن وقف إطلاق النار وإنهاء العقوبات الغربية ضد روسيا.
وشددت خطة الصين على بدء محادثات السلام بين موسكو وكييف ، ووقف إطلاق النار ، وإنهاء العقوبات الغربية ضد روسيا ، واعتماد تدابير لضمان أمن المنشآت النووية، وإنشاء معابر إنسانية لمغادرة المدنيين، وخطوات ضمان تصدير الحبوب.
كما أكدت خطة السلام الصينية على مواقف البلاد بشأن "ضمان السيادة والاستقلال والسلامة الإقليمية بشكل فعال" لجميع الدول والدعوة إلى إنهاء "عقلية الحرب الباردة".
ونُشرت خطة السلام الصينية متزامنا مع ذكرى السنوية الأولى للحرب في أوكرانيا ، وقيّمت أوكرانيا هذه الخطة على أنها محاولة لإنقاذ بوتين من زوبعة الحرب.
كان رد فعل الاتحاد الأوروبي على خطة السلام الصينية باردًا أيضًا. وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل للصحفيين في مقر الأمم المتحدة بنيويورك يوم الجمعة بالتوقيت المحلي: إن خطة السلام الصينية هي إعلان عن مواقف بکین ، والتي كررتها منذ بداية الحرب ، وهي ليست مبادرة سلام عادل. ويجب أن تكون خطة السلام قابلة للتطبيق وأن تكون قادرة على وقف النزاعات.
وأوضح بوريل: في رأيي ، ينبغي على الصين (التي ذهب وزير خارجيتها إلى موسكو أمس) أن تزور كييف أيضًا حتى تعتبر مقترحاتها صالحة ولا يتم اتهام هذا البلد بالانفرادية.
ولايزال الرئيس الأوکراني فولوديمير زيلينسكي، يعتقد أن الانتصار على روسيا في عام 2023 مؤكد ويصر على الانسحاب الكامل لجيش الاحتلال من أراضي أوكرانيا قبل أي اقتراح سلام.
وفي يوم الجمعة ، 24 فبراير 2023 ، في الذكرى الأولى للغزو الروسي لأوكرانيا ، أعلن زيلينسكي دقيقة صمت تكريما لضحايا الحرب وقال: 2022 كان عام التضحية والمقاومة لشعب وحكومة أوكرانيا ، و عام 2023 هو عام هزيمة بوتين ولن نستسلم أبدًا.
وفي ذكرى بدء العملية الخاصة في أوكرانيا ، تحدث الرئيس الروسي بوتين مرة أخرى عن الوقوف في وجه النفوذ الغربي وأعلن النصر في هذه المعركة من خلال تكريم الآلاف من الجنود الروس الذين قتلوا في أوكرانيا.
حسابات بوتين الخاطئة
الأحداث التي قادت بوتين -البالغ من العمر 70 عامًا- لخوض الحرب ضد فولوديمير زيلينسكي ومهاجمة وحدة أراضي أوكرانيا من أجل حل مشاكله مع الغرب لها قصة مفصلة ، لكن أهم عذر مزعوم كان محاربة انتشار النازية في أوكرانيا.
منذ عام 2013 ، عندما هُزم فيكتور يانوفيتش ، الرئيس الموالي لروسيا في أوكرانيا ، في احتجاجات الشعب الأوكراني ثم في انتخابات 2014 الرئاسية ، وقرر البرلمان الأوكراني توسيع العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والغرب ، استاء بوتين من أوكرانيا وحال التوتر بين هذين البلدين واحتلت أخيرًا جزيرة القرم بأمر من بوتين ، واندلع هذا العداء یوم بعد یوم.
شبه جزيرة القرم ، التي تقع على ساحل البحر الأسود، هي جزء لایتجزء من أوكرانيا، لكن المتظاهرين الموالين لروسيا الذين اعتبروا الحكومة الأوكرانية الجديدة "غربية وغير شرعية" طالبوا بضمها إلى روسيا، وفي 26 فبراير 2014 ، استنفر الروس حوالي 150.000 من جنودهم، بحجة إجراء التدريبات ، وانتشروا على طول حدود أوكرانيا ، وبعد ذلك بيوم واحد ، احتلت القوات المسلحة الروسية مبانٍ ومطارات ومحطات مهمة في شبه جزيرة القرم.
وبالرغم من أن الدول الغربية والأمم المتحدة لم تعترف أبدًا بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم ، إلا أن هذا الانتصار الخاطيء وتأخير المجتمع الدولي في التعامل مع عدوان روسيا والعضو الذي يتمتع بحق النقض(الفیتو)، أحیا من جدید حلم بوتين باستعادة السلطة السابقة(الاتحاد السوفييتي السابق) بعد أخطاء عدیدة متتالية في عهد سلفه. وأصبح لدی بوتین هاجس الكراهية للغرب والناتو وأميركا، والشعور العميق بالمأساة بسبب انهيار الاتحاد السوفياتي سابقا.
في العام المنصرم وبعد مرور ثماني سنوات من الاستيلاء على شبه جزيرة القرم ، أرسل فلاديمير بوتين قواته العسكرية مرة أخرى إلى حدود أوكرانيا بحجة إجراء مناورة عسكرية في غضون أسبوع وبدأ باحتلال أراضي أوكرانيا معنونا "العمليات الخاصة".
وبهدف إحباط محاولة كييف الانضمام إلى الناتو والاتحاد الأوروبي، ألغى بوتين اتفاق السلام في شرق أوكرانيا في 22 فبراير 2022 واعترف باستقلال منطقتين خاضعتين لسيطرة الانفصاليين المعروفين باسم "دونيتسك" و "لوهانسك" في شرق اوكرانيا.
وأعلن الرئيس الروسي أخيرًا و رسميًا عن بدء "العمليات العسكرية الخاصة" في أوكرانيا في 24 فبراير 2022 وادعى أن العمليات الخاصة لبلاده في أوكرانيا "لا تهدف إلى الاستيلاء على" هذا البلد ، ولكن "مساعدة المدنيين" والمسؤولية. "و أي إراقة دماء" تقع علی عاتق الحكومة الأوكرانية!
قبل عام ، ربما كان بوتين يعتقد أنه هذه المرة (مثل الاستيلاء على شبه جزيرة القرم) سينهي الحرب في أوكرانيا بالنصر في غضون أسابيع قليلة ، لكن التضامن العالمي لدعم أوكرانيا، الاستجابة الشاملة والسريعة من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمقاومة القوية للجيش والشعب الأوكراني أزعجت نوم بوتين وصرقته من فرحة النصر السريع في هذه "العملية الخاصة".
كانت مقاومة أوكرانيا في حرب الاستنزاف هذه أقوى بكثير مما كان متوقعا ، لدرجة أنها نالت إعجاب العديد من الدول. لقد أدى الشحن الضخم للأسلحة الغربية إلى أوكرانيا وتدفق العقوبات ضد روسيا والتنسيق الحازم للأمم المتحدة مع أوكرانيا إلى تضييق المجال أمام روسيا وجيش بوتين، والآن بعد مرور عام جعلت روسيا أن تقترب بخسران مبین.
اعتقد أن الخطأ الأساسي لبوتين بتفكيره العسكري الصارم هو تقدیم ساحة المعرکة علی ساحة الدبلوماسية بينما كانت ساحة المعركة مليئة بالقوى العنيفة والقمعیة (فاغنر) و الجیش المتردد وغير المتحمس من الروس و الشيشانيین.
هذا الخطأ الاستراتيجي فتح قبضة بوتين ووفر الأرضية لأمیركا والغرب لتتحول إلى عقوبات واسعة بحافز كبير وفي أقصر وقت وبمساعدة عسكرية ومالية موجهة لأوكرانيا ، الحرب بين روسيا وأوكرانيا من أجل حرب استنزاف طویلة، لأن الغرب یدرک أن استنزاف الحرب سم قاتل للجيش الروسي.
خطأ استراتیجی آخر لبوتين استخدامه أسلحة الطاقة (النفط والغاز) في الشتاء الأوروبي القاسي. وسرعان ما فقد هذا التكتيك تأثیره أمام العقوبات الغربية الواسعة ضد روسيا وأدى إلى تعزيز الاقتصاد الأمیركي وتجارتها في أوروبا!
وفي العام المنصرم، توصل بوتين وكبار القادة الروس إلى تحليل مفاده أنه إذا دعم الغرب أوكرانيا بالسلاح ، فإن سعر النفط العالمي سيرتفع بشكل حاد ويصل إلى 200 دولار، وسعر الغاز سيجلب أوروبا إلى ركبتاها .. لكن ذلك لم يحدث ، والإمداد الفوري للنفط الأوروبي من قبل أمیركا جعل الشتاء صعبًا على روسيا فقط!
الآن، وفي ظل الحظر التجاري والمالي الواسع على النفط والغاز الروسي في أوروبا الغربية واستقرار الاحتياطيات الأمیركية، يبلغ سعر تداول نفط برنت حوالي 83 دولارًا وسعر غرب تكساس الوسيط وصل إلى 76 دولارًا للبرميل الواحد.
وبحسب إحصاءات إدارة معلومات الطاقة الأمیركية، فقد ارتفع احتياطي النفط الأمیركي بمقدار 7.6 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 17 فبراير 2023 ، إلى أعلى مستوى في العامين الماضيين ، وبلغ نحو 479 مليون برميل.
سوء تقدير آخر من قبل بوتين هو التهديد باستخدام الأسلحة النووية في حالة وجود تهديد لوجود روسيا وأمنها ، لكن بوتين يدرک جيدًا أن استخدام الأسلحة النووية يضر بشكل أساسي بروسيا اولا و اخیرا وأن استخدام الأسلحة النووية في المنطقة الأوروبية مستحيل.
تهدید منطقة النفوذ، العامل الرئيسي للحرب
يبدو أن السبب الرئيسي لاندلاع الحرب في أوكرانيا في فبراير 2022 تقلص مجال نفوذ روسيا في أوروبا. لم يستطع بوتين تحمل فقدان مجال نفوذه في أوروبا ويومًا بعد يوم، خطة الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) لتوسيع النفوذ على دول مثل أوكرانيا أثارت غضب الروس وكان بوتين يحذر الغرب منذ شهور ، لكن الغرب كان يستخدم أدوات الحرب الناعمة ويضخم نقاط ضعف روسيا في الشرق. وشجعت الدول الأوروبية والدول الحلفاء السابقين لروسيا على الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
لاشك أن انفصال شبه جزيرة القرم عن أوكرانيا والعودة إلى الاتحاد الروسي كان نتيجة لنفس المنافسة السياسية والعسكرية والجيوسياسية بين أمريكا والغرب من جهة و روسيا بقيادة بوتين من جهة أخری. وأدى سلوك زيلينسكي السياسي وإصراره على الاقتراب من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي إلى تغيير ميزان القوى على حساب روسيا وبالطبع لصالح الغرب.
إن تهديد مجال النفوذ الروسي في المنطقة الأوروبية، مشابه لما يحدث في نزاع تايوان في شرق آسيا بين الولايات المتحدة والصين.
ووصف بوتين، الذي كان في شبابه مسؤولا كبيرا في المخابرات السوفيتية، وصف انهيار الاتحاد السوفيتي السابق بأنه أعظم كارثة جيوسياسية في القرن واعتبر خسارة كل من الجمهوريات السوفيتية السابقة المستقلة حديثا بمثابة ضربة قوية لسلطة روسيا التاريخية و وكان بوتین یبحث عن الانتقام من الناتو والغرب في كل فرصة.
لقد فهم الغرب أيضًا هذا الموضوع (ولع بوتین للانتقام) واستخدم أدوات الحرب الناعمة لإشعال النار في المنطقة لإيقاع بوتين في فخ سوء التقدير.
ما زلت أعتقد أن أكبر خطأ ارتكبه بوتين ومجلس الأمن القومي الروسي هو أنهما قررا الرد على حرب الغرب الناعمة ضد روسيا بالحرب القاسية والهجوم العسكري. إجابة خاطئة في الزمان والمكان الخاطئین. وأتاح هذا التقدير الخاطئ فرصة ومساحة عالمية للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي للعب دور أكبر في الحرب الناعمة من أجل تأثير أكبر في المنطقة الأوروبية. لم يتمكن القادة العسكريون الروس من فهم قدرات الحرب الناعمة للغرب وافترضوا أن الحل لمواجهة الحرب الناعمة هو هجوم عسكري ميداني.
الیوم، ومع تآكل و استمرار الحرب ، تضعف القوة العسكرية لروسيا بسرعة، وخطر انهيار جيش الاتحاد الروسي في المستقبل القريب لم يغب عن البال.
يبدو أن الحل الرئيسي لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا هو رسم خارطة طريق من خلال تحديد دائرة مجال نفوذ الغرب والشرق علی حدة. وينطبق نفس الحل على نزاع تايوان بين الصين والولايات المتحدة. لم تکن و لن تکون الحرب الباردة و الهجوم العسکری لصالح شعوب العالم و علی زعماء الغرب و الشرق ترک الحرب و دخول فی السلام. و کما کانت العادة و تکون، يحلم القادة السياسيون في الغرب والشرق بتوسيع دائرة نفوذهم، وللأسف، سيكون الأبرياء مرة أخری ضحايا طموح الأقوياء.
وفي السيناريو الأكثر تفاؤلاً ، ربما هذه المرة وبفضل مساعدات عسكرية وسياسية وأمنية شاملة من الغرب إلى أوكرانيا ، سيضطر "الدب الروسي الجريح" إلى قبول الهزيمة العسكرية والانسحاب غير المشروط من أراضي أوكرانيا، لكن جهود الناتو والغرب لإذلال أمراء الحرب الروسیین ستشتعل نار الحرب مرة أخری و فی مکان آخر عاجلاً أم آجلاً.
* احمد امیني- صحفي ومحلل في القضايا السياسية والدولية - عضو هيئة التحرير إيصال نيوز