رئيسي: فوائد عضوية إيران الرسمية في منظمة شنغهاي ستبقى خالدة في التاريخ
اصبحت إيران رسميا العضو التاسع في منظمة شنغهاي للتعاون وقال الرئيس الإيراني إن طهران تعتقد أن شنغهاي منظمة متنامية ذات مؤشرات وقدرات كبيرة وموقع متميز ، وستبقى مزايا هذه العضوية الرسمية لإيران في شنغهاي خالدة في التاريخ.
إيصال نيوز/ وانطلقت القمة الثالثة والعشرين للدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون، باستضافة الهند عبر الفیديو كنفرانس.
ورحب رئيس وزراء الهند نارندرا مودي في كلمة الافتتاح لقمة منظمة شنغهاي للتعاون في نيودلهي، صباح اليوم الثلاثاء، بالجمهورية الاسلامية الايرانية بصفة عضو جديد ورسمي في المنظمة.
وجاء تصريح رئيس الوزراء الهندي خلال اجتماع مجلس رؤساء دول منظمة شنغهاى للتعاون، (روسيا والهند وإيران وكازاخستان وقرغيزستان والصين وباكستان وطاجيكستان وأوزبكستان). الذي انطلق اليوم الثلاثاء في نيودلهي عبر تقنية الفيديو.
وأعرب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في كلمته خلال القمة، عن تقديره لرئيس وزراء الهند نارندرا مودي والأمين العام لمنظمة شنغهاي للتعاون، ورؤساء الدول الأخرى وقال: إننا ننتهز الفرصة ونعرب عن ارتياحنا لانضمام إيران رسميا لهذه المنظمة بصفتها العضو التاسع.
وأكد: نأمل أن يوفر حضور إيران، الأرضية لضمان الأمن الجماعي والتوجه نحو التنمية المستدامة، وتوسيع العلاقات والتواصل، وتعزيز الوحدة واحترام سيادة الدول أكثر من ذي قبل.
وأضاف: فيما يتعلق بالأمن، لا بد لي من القول إن تجربة الدول المختلفة أثبتت أن الأمن هو أمر داخلي وإنجاز جماعي، و بدأ الأمن الإقليمي من إرادة الدول وتم تعزیزه بإرادة الحكومات،ـ ويصبح من السهل تحقيقه بعيدا عن تدخل الدول.
وأضاف بناء على هذا الرأي، جعلت الجمهورية الإسلامية الإيرانية سياسة "الجوار والتقارب و التآزر" أساس سياستها الخارجية، وتعتبرها أفضل السبل لتحقيق السلام والاستقرار الإقليميين.
وصرح أن: الجمهورية الإسلامية الإیرانیة اثبتت التزامها بضمان الأمن ومکافحة الهيمنة في المنطقة من خلال تجربة أكثر من عقدين من الكفاح الناجح ضد الإرهاب والتطرف، وهي على استعداد لتبادل خبراتها وإمكانياتها في إطار آليات منظمة شنغهاي للتعاون حتى نتمكن من التحرك نحو منطقة خالية من الإرهاب والتطرف والانفصالية.
وصرح أن: الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة التي استضافت لاجئين من الشعب الأفغاني المضطهد أكثر من نصيبها العادل تعتقد أنه لا یوجد حل لتحقيق و إرساء السلام الدائم في هذا البلد إلا تشكيل حكومة شاملة من كل الأطياف والأحزاب السياسية والتيارات الدينية.
وقال رئيسي: نحن مستعدون أيضا للتعاون في التعامل والمواجهة مع التهديدات الجديدة، بما في ذلك في مجال الجرائم الإلكترونية والجرائم المنظمة والمخدرات من خلال منظمة شنغهاي للتعاون.
وقال إن: منظمة شنغهاي للتعاون تمثل أكثر من 60٪ من سكان منطقة أوراسيا وأكثر من 40٪ من سكان العالم وقد أعطت هذه القدرة الهائلة لهذه المنظمة قدرات واسعة لتطوير التجارة وتعميق التعاون الاقتصادي في أشكال مختلفة.
وصرح أن: ایران تدعم المبادرات البناءة مثل "مبادرة التنمية العالمية و تعتقد أن تعاون الأعضاء في مجال الطاقة والتكنولوجيا والصناعة والزراعة والتجارة والتجارة يمكن أن يفتح رؤية واضحة لنظام إقليمي عادل لدول العالم.
وتابع قائلا: لقد عرّضت القوى الغربية المهيمنة الأمن والازدهار الاقتصادي ومبادئ التجارة العادلة للخطر في العالم، باللجوء إلى الإكراه و الإجبار وفرض العقوبات.
وقال: أثبتت تجربة العقود الماضية أن هيمنة الدولار والنزعة العسكرية فسحت المجال أمام هيمنة نظام الهيمنة الغربية.. ومن هذا المنطلق فإن أي محاولة لتشكيل نظام دولي عادل تتطلب إزالة أداة الهيمنة هذه في العلاقات البينية الإقليمية.
وأضاف: إن توسيع استخدام العملات الوطنية في التجارة الدولية والتبادلات المالية بين أعضاء هذه المنظمة وشركائهم التجاريين يتطلب مزيدا من الاهتمام الجاد، و ترحب الجمهورية الإسلامية الإیرانیة بأي تحرك لتقدیم أدوات الدفع المالية على أساس التقنيات الحديثة لتسهيل التبادل المالي بين الأعضاء و الشركاء التجاريين، لا سيما في الأطر متعددة الأطراف.
وأکد أن امتلاك موارد بشرية تتمتع بالخبرة وإنجازات مهمة في مجال التقنيات المتقدمة والعلوم الحديثة یعد من القدرات الخاصة للجمهورية الإسلامية الإیرانیة، والتي يمكن أن تعزز التعاون الاقتصادي متعدد الأطراف.
وأضاف أن الشعب الإيراني تمكن من تحقيق مستويات عالية في مجالات الإنتاج العلمي والتكنولوجيا والتكنولوجيا الحيوية والطب والنانو والهندسة والإلكترونيات والدفاع والعديد من الموضوعات القائمة على المعرفة، وذلك بالاعتماد علی قوته ومعرفته المحلية،
وقال: ترغب العديد من الدول التعاون في هذه المجالات، كما أن الجمهورية الإسلامية مستعدة لتبادل خبراتها وإنجازاتها إلی جانب تطوير التعاون العلمي والتكنولوجي.
وأضاف: توجد حالیا مبادرات قيمة للغاية في منطقة أوراسيا، والتي تمكنت من ربط الدول الأعضاء معا وتوفير البنية التحتية لتوسيع التجارة بين دول المنطقة، لطالما أعلنت جمهورية إيران الإسلامية دعمها الكامل للمشاريع الضخمة القائمة مثل ممر الشمال الجنوب ومشروع طريق الحزام وجعلتها من أولوياتها.
* مستعدون لتوفیر الأرضیة لتسهيل الوصول إلى الأسواق العالمية
وقال: يلعب ميناء جابهار وممر جابهار-سرخس دورا فریدا في ربط البلدان غير الساحلية في آسيا الوسطى ببحر عمان والمحيط الهندي، ونحن عازمون على استكمال مسار العبور هذا، وبجهود الخبراء الإيرانيين والتعاون المشترك بين إيران وروسيا، دخل استكمال خط سكة حديد الممر الشمالي الجنوبي مرحلة التنفيذ ويمكن أن يساعد استخدام طريق الاتصالات هذا في تحسين وتحقيق الأمن لدول المنطقة.
وأضاف: في هذا الصدد، نحن على استعداد للقيام بالتعاون اللازم لتنظيم نقل البضائع والركاب، و توفیر الأرضیة لزيادة وصول الأعضاء إلى الأسواق العالمية وتنسيق سياسات النقل.. ونعتقد أن منظمة شنغهاي للتعاون يمكن أن تسهل تعاون الدول الأعضاء لتعزيز وتطوير مشاريع العبور وتحديد المبادرات الجديدة.
وقال إنه يمكن لأعضاء منظمة شنغهاي استخدام مزايا الأمن والبنية التحتية للجمهورية الإسلامية الإیرانیة لزيادة خطوط نقل الطاقة وذلك من أجل تنفيذ مشاريع اقتصادية مشتركة مع ضمان إنتاجية عالية.
وفي جانب آخر من كلمته اعتبر الرئيس الإيراني التهديدات البيئية من أهم التهديدات التي يواجها المجتمع العالمي حاليا كون هذه التهديدات قد تتحول إلى أزمات جيوسياسية لتعرض الدول لأزمات أمنية معقدة.
وأضاف أن: منطقتنا تواجه مثل هذه التهديدات بما فيها نقص مصادر المياه و ارتفاع درجة الحرارة وتآكل التربة.. وإزالة هذه التهديدات تستدعي التعاون متعدد الجوانب وصياغة قوانين في إطار منظمات إقليمية.
وقال: إن العلاقات التاريخية والحضارية بين الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون أعطت مُثلا وأهدافا ومصالحا مشتركة، وهي تقودنا إلى تعريف مشترك للأمن والتنمية، وإن أهم خطوة في تعزيز الوحدة هي حماية القواعد التقدمية المحلية، والحكم على أساس تلك القواعد، ومنع الأعراف الغربية من السيادة، حتى لا تفرغ المفاهيم التعاونية من معانيها الحقيقية.
وأضاف: إن أعظم قدرتنا لتعزیز الوحدة وإرساء السلام هي قدرتنا الحضارية، ويجب على الدول الآسيوية تبني الحضارة مرة أخرى بالاعتماد على الأخلاق والروحانية والعدالة والعقلانية واحترام كرامة الإنسان.. و منظمة شنغهاي للتعاون، التي هي رمز لهذه "الأسرة العظيمة من الحضارات"، تقف الآن في موقع يمكنها أن تنشئ آفاقا جديدة للتقارب الإقليمي والتعاون في مجال إرساء الأمن.
وقال إن احترام قيم ومقدسات الأمم تمثل مبدأ هاما، وأي إساءة للقيم خاصة إهانة بعض الدول الأوروبية للقرآن الكريم، تدل على انهيارها الأخلاقي و تسهم في بث الكراهية و انعدام الأمن و يجب التعامل معه من خلال تعزيز الوحدة.
* يجب احترام سيادة الدول
وقال: إن التعددية في العالم المعاصر تعني الجهود المشتركة والتآزر بين الدول المستقلة لتحقيق الخیر المشترك .
وأضاف أن الحكومة التي تحتفل بعيد استقلالها اليوم في الرابع من تموز (يوليو) تنتهك استقلال العديد من الدول وحق الأمم في تقرير المصير، وخاصة الشعب الفلسطيني العظيم.
وقال: إن جرائم الکیان الصهيوني اليوم في مخيم جنين تذكرنا بالجرائم الأليمة لاحتلال فلسطين عام 1948.. والکیان الصهيوني هو رمز واضح للتعدي على سيادة الدول.
وتشارك ايران في القمة لأول مرة كعضو رئيسي في منظمة شنغهاي للتعاون.
وانطلق الاجتماع الثالث والعشرين لقادة هذه المنظمة، الیوم الثلاثاء 4 تموز/ يوليو عبر الفديو كنفرانس في نيودلهي بالهند.
وكانت إيران عضوا مراقبا في منظمة شنغهاي للتعاون منذ عام 2005 وطلبت الحصول على عضوية رسمية وكاملة في هذه المنظمة بعد 16 عاما فی الاجتماع قمة شنغهاي الحادية والعشرين في العاصمة الطاجيكية دوشنبه في سبتمبر عام 2021 التي شارك فيها الرئيس السيدإبراهيم رئيسي حيث وافق الأعضاء على طلب إيران لتصبح العضو التاسع في هذه المنظمة الإقليمية المهمة.