750 مليون شخص حول العالم يعانون من "طنين الأذن".. ماهي الأسباب؟
كشفت دراسة جديدة أن "طنين الأذن" الذي يعاني منه كثيرون ويوصف عادة بأنه رنينٌ في الأذنين، يصيب حوالي 750 مليون شخص حول العالم بالاستناد إلى 50 عاماً من البيانات.
تشير الدراسة، التي نُشرت في مجلة الأبحاث JAMA Neurology، إلى أن طنين الأذن يُنظر إليه على أنه مشكلة كبيرة من قبل أكثر من 120 مليون شخص، معظمهم يبلغون من العمر 65 عاماً أو أكبر، بحسل ما نقل موقع USA Today الأمريكي الأحد 14 أغسطس/ آب 2022.
يقدر الباحثون أن حوالي 14% من البالغين يعانون من طنين الأذن، و2% يعانون من شكل حاد منه.
وعلى ما يبدو فإن معدل الانتشار يزداد مع تقدم العمر، إذ أُبلِغَ عن طنين الأذن لدى 10% من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و44 عاماً، و14% من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و 64 عاماً، و24% من أولئك الذين يبلغون 65 عاماً أو أكبر.
تتماشى النتائج مع التقديرات السابقة، حيث تقدر جمعية طنين الأذن الأمريكية ما يقرب من 15% من الناس، أو أكثر من 50 مليون أمريكي، يعانون من طنين الأذن.
فيما يقول المعهد الوطني للصمم واضطرابات التواصل الأخرى إن حوالي 10% من البالغين في الولايات المتحدة، أو ما يقرب من 25 مليون شخص، قد عانوا من طنين الأذن لمدة خمس دقائق على الأقل في العام الماضي.
كتب الباحثون: "تشير هذه الدراسة إلى أن العبء العالمي لطنين الأذن كبير، على غرار الصداع النصفي والألم، وأن الافتقار إلى خيارات العلاج الفعالة يبرر ضخ استثمار كبير في البحث في هذا المجال".
أسباب مختلفة لطنين الأذن
في حين أن طنين الأذن يُعرف عموماً بصوت رنين في الأذنين، إلا أنه يمكن أن يتخذ العديد من الأشكال الأخرى، بما في ذلك الهسهسة، والصفير، والضوضاء، والنقر، وفقاً لجمعية طنين الأذن الأمريكية. وفي حالات نادرة، يمكن أن تبدو مثل الموسيقى.
يمكن أن تكون الأصوات ناعمة أو عالية، أو عالية أو منخفضة، ويمكن أن تحدث في إحدى الأذنين أو كليهما، وفقاً للمعهد الوطني للصمم واضطرابات التواصل الأخرى.
وقالت جمعية طنين الأذن الأمريكية إن الحالة يمكن أن تكون مؤقتة أو مزمنة. ووفقاً للجمعية، فهذا ليس مرضاً في حد ذاته ولكنه أحد أعراض الظروف الصحية الأساسية الأخرى.
في معظم الحالات، يكون طنين الأذن رد فعل في الدماغ لتلف الأذن أو الجهاز السمعي. ومع ذلك، تقول الجمعية إنه يمكن لطنين الأذن أن يكون أيضاً أحد أعراض ما يقرب من 200 مشكلة صحية، بما في ذلك فقدان السمع، وانسداد الأذن الوسطى، وصدمات الرأس والرقبة.
وقال المعهد الوطني للصمم واضطرابات التواصل الأخرى إن شيءٌ بسيط مثل قطعة من شمع الأذن تسد قناة الأذن يمكن أن تسبب الطنين. قد تكون الحالة أيضاً أول علامة على ضعف السمع لدى كبار السن أو يمكن أن تكون أحد الآثار الجانبية لأكثر من 200 دواء مختلف.
وقال المعهد إن بعض الناس يمكن أن يصابوا بطنين الأذن دون سبب واضح.
وفقاً للمعهد، لا يُعد طنين الأذن عادةً علامة على وجود مشكلة صحية خطيرة. ولكن إذا كان الصوت مرتفعاً ومستمراً، فقد يتسبب في مشاكل في الذاكرة والتركيز والإرهاق والقلق والاكتئاب.
وقال المعهد: "بالنسبة للبعض، يمكن أن يكون طنين الأذن مصدر قلق نفسي وعاطفي حقيقي".
فيما قالت جمعية طنين الأذن الأمريكية إن طنين الأذن المزمن يمكن أن يكون حالة منهكة يمكن أن تتداخل مع قدرة الشخص على العمل والتواصل الاجتماعي.
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بطنين الأذن هم كبار السن والعسكريون النشطون أو المحاربون القدامى والأشخاص الذين يعملون في بيئات صاخبة والموسيقيين.
ويمكن أن يُصاب الأفراد العسكريون بطنين الأذن عند تعرضهم لانفجارات القنابل، وطنين الأذن هو من أكثر الإعاقات المتعلقة بالخدمة شيوعاً للمحاربين القدامى الأمريكيين العائدين من العراق وأفغانستان.
قالت الجمعية إنه "لا يوجد علاج مثبت علمياً" لمعظم أشكال طنين الأذن. لكن خيارات العلاج يمكن أن تقلل من الآثار وتساعد الناس على العيش براحة أكبر.
وتوصي الجمعية بالذهاب إلى طبيب الرعاية الأولية للتحقق مما إذا كان أي شيء مثل شمع الأذن يسد قناة الأذن.
إذا لم يتمكن طبيب الرعاية الأولية من العثور على الحالة التي قد تسبب طنين الأذن، فقد يقوم الطبيب بإحالة المريض إلى أخصائي أنف وأذن وحنجرة متخصص.
وقالت الجمعية إن العلاجات التي قد تساعد في طنين الأذن تشمل المعينات السمعية والاستشارات ومولدات الصوت القابلة للارتداء. ويمكن أن يساعد الحد من التعرض للضوضاء العالية أيضاً في منع تفاقم الطنين.