إيصال نيوز/ واعتبر قائد الثورة الإسلامية اية الله السيد علي خامنئي لدى استقباله صباح اليوم الثلاثاء، الذي يوافق الذكرى السنوية للمبعث النبوي الشريف 27 رجب 1446هـ، جمعا من كبار مسؤولي البلاد، الى جانب ممثلي وسفراء الدول الاسلامية، وابناء الشعب الايراني بمختلف شرائحهم، اعتبر ان المبعث النبوي شكّل نهضة مستديمة وخالدة، يمكن الانتهال من براكتها في جميع الفترات والحقب التاريخية.
ولمناسبة ذكرى بعثة النبي الأكرم محمد ابن عبد الله (ص)، هنا قائد الثورة الشعب الايراني العظيم والامة الاسلامية وجميع احرار العالم، قائلا : لا شك، ان يوم المبعث هو عيد لجميع احرار العالم.
واستبشر سماحته خيرا، في ضوء تزامن عيد المبعث النبوي الشريف هذا العام مع شهر "بهمن" (حسب التقويم الفارسي 1403– الموافق كانون الثاني – شباط 2025م) اي ذكرى انتصار الثورة الاسلامية في ايران (11 شباط 1979م)، متطلعا الى مواصلة المضي على نهج الثورة واهداف مفجرها الامام الخميني (رض) الذي هو امتداد للبعثة النبوية المباركة؛ مؤكدا سماحته، "لو حكّمنا العقل والايمان، عندها سننعم ببعثة وحركة في افكارنا ايضا".
ولفت قائد الثورة، بأن مسار الدين والبعثة، هو في الوقع نهضة مستديمة وخالدة، بمعنى انه يمكن الاستفادة من بركات هذه البعثة في جميع العصور، على غرار ما حدث في بداية البعثة النبوية حيث تصدى النبي الكريم للمهام بنفسه وذهب إلى الميدان وأدى الأعمال بجهود لا توصف.
وتابع اية الله خامنئي : اذن يمكن أن تتكرر مثل هذه البعثة في كل الأدوار والازمنة، طبعا بقدر استيعاب الناس ومع الاخذ بعين الاعتبار الفارق بيننا وتلك القمة الشامخة؛ لكن شريطة ان تتوفر فيما الركيزتان الاساسيتان التي لطالما اكد عليها ذلك الانسان العظيم، اي "العقل والإيمان".
ومضى سماحته الى القول : لو حدث هكذا تحول في فكر ووعي الناس والمجتمعات، عندها ستنطلق وتتشكل النظم السياسية والاقتصادية والأخلاقية والاجتماعية على أساس هذا المبدا.
* مقاومة غزة ولبنان امتداد لبعثة النبي
أكد الإمام الخامنئي أن حركة المقاومة هي امتداد لبعثة النبي الأكرم (ص)، مشيرا إلى أن المقاومة التي انطلقت من إيران أيقظت الشعوب المسلمة، وجعلت بعضها تتحرك على الساحة، كما أيقظت ضمائر الكثير من غير المسلمين.
وأضاف سماحته أن نظام الهيمنة كان مجهولًا لدى الكثير من الشعوب، لكن المقاومة أسهمت في كشفه وتعريفه للعالم.
وتابع قائلاً: انظروا إلى غزة، هذه المنطقة الصغيرة والمحدودة استطاعت أن تُركع الكيان الصهيوني، وهو كيان مدجج بالسلاح ويحظى بدعمٍ كاملٍ من أمريكا. غزة جعلت الاحتلال يجثو على ركبتيه، فهل هذا أمر بسيط؟! هذه هي بركة المقاومة.
وأشار قائد الثورة إلى أن هذه المقاومة تستند إلى الإيمان والعقل، والتوكل على الله، واليقين بأن العزة كلها لله، مستدلًا بالآية القرآنية: "وَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا".
كما تطرق سماحته إلى استشهاد السيد حسن نصر الله، معتبرا أن رحيل شخصية بحجمه خسارة عظيمة، فهو من القادة القلائل في العالم الذين امتلكوا هذا المستوى من البصيرة والشجاعة، وقال، حزب الله المُظفَّر تكبّد خسارة بحجم فقدان شخصية مثل السيد حسن نصر الله، وهذا ليس بالأمر الهين. كم لدينا في العالم من شخصيات عظيمة بحجم السيد حسن نصر الله، هذا الشهيد الجليل؟ لقد فقد حزب الله شخصية كهذه.
وأضاف: الأعداء والأصدقاء لهم اعتقدوا أن استشهاد السيد حسن نصر الله سيؤدي إلى نهاية حزب الله، لكن الحزب أثبت العكس، بل ازدادت عزيمته واستطاع أن يواجه الكيان الصهيوني بثبات أكبر.
*إحذروا العداوات المستترة خلف الابتسامات الدبلوماسية
هذا وحذر قائد الثورة الاسلامية من العداوات والاحقاد الظاهرة والمبطنة والخبيثة، المستترة خلف الابتسامات الدبلوماسية مضيفاً :علينا فتح أعيننا جيدا والانتباه باننا نواجه ونتعامل ونتحدث مع من.
وأوضح قائد الثورة بأننا اليوم نواجه 3 مراحل استعمارية، قوى عالمية شيطانية ومتغطرسة عينها على الموارد الطبيعية للبلدان والشعوب وثقافتها الاصيلة وهويتها الوطنية والاسلامية، وبصدد تخريبها والتصرف بها واضاف: أميركا اليوم تجسد بشكل كامل الاستعمار والاستكبار وهي تحت نفوذ القوى المالية بدرجة أولى.
انتهی/*