صرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة للمفاوضات حول الملف النووي لكنه صرح في الوقت ذاته انه "لو أصدر مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارا ضد إيران فسنتخذ إجراءات جديدة لن تؤدي بالتأكيد إلى سرورهم".
عراقجي: سنتخذ اجراءات جديدة لو أصدر مجلس حكام الوكالة الذرية قرارا ضد ايران
17 Nov 2024 ساعة 6:14
صرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة للمفاوضات حول الملف النووي لكنه صرح في الوقت ذاته انه "لو أصدر مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارا ضد إيران فسنتخذ إجراءات جديدة لن تؤدي بالتأكيد إلى سرورهم".
إيصال نيوز/ وقال عراقجي، في مقابلة تلفزيونية مساء السبت: عندما جرت الرحلات الإقليمية، كنا في وضع خاص في المنطقة، حيث هاجم الكيان الصهيوني لبنان وحدث استشهاد السيد حسن نصر الله وبعد ذلك رد فعل إيران على هذا الأمر.
واضاف: لكن في النهاية نفذنا رداً حاسماً وقوياً للغاية على هذه الاعتداءات بعملية "الوعد الصادق 2"، حيث ان عدد الصواريخ التي تم إطلاقها وإصابت الأهداف بكل طبقات الدفاع الموجودة بنسبة أكثر من 90 بالمئة مؤشر على نجاح العملية. في تلك الظروف كانت المقاومة تعيش وضعاً صعباً، وهذا الوضع مستمر منذ عام في غزة، وكان قد بدأ للتو في لبنان، كما تلقى حزب الله اللبناني ضربات أيضاً.
وتابع عراقجي: في تلك الظروف كان من الضروري أن نقوم بإظهار دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية للمقاومة، وكان من الضروري أن نكون حاضرين في الساحة ونجدد لأصدقائنا في جبهة المقاومة، أصدقائنا في حزب الله ، التأكيد على أن إيران ستستمر في دعم المقاومة واستعادة ثقتها بنفسها، التي ربما ضعفت بعض الشيء بسبب هذه الضربات. وكان من الضروري أيضاً إظهار قدرة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لاثبات أنها لن تتراجع عن أهدافها ومثلها العليا تحت أي ظرف من الظروف.
ونفى عراقجي بصورة قاطعة حدوث اي لقاء بين سفير ومندوب ايران الدائم في الامم المتحدة "امير سعيد ايرواني" وايلون ماسك في مقر الامم المتحدة قائلا ان مثل هذا اللقاء لم يحصل قطعا وان الاعلام الاميركي قام بفبركة الامر ويمكن التكهن بدوافع ذلك.
*زيارة غروسي الى طهران
وحول الزيارة الأخيرة التي قام بها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إلى طهران ولقائه به، قال وزير الخارجية: إن سلوكنا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية هو سلوك مهني تماما وعليه أن يقوم بواجباته في المجال الفني، وليس له الحق في الدخول إلى المجالات السياسية، وطالما قامت الوكالة بواجبها المهني فسوف نتعاون معها. عندما التقيت بالسيد غروسي، فان أول ما قلته ، هل رحلتك فنية أم سياسية؟ فقال إنه سؤال جيد وذو صلة، ثم أوضح أن الرحلة تقنية تمامًا.
وقال: على أية حال، استنادا إلى معاهدة حظر الانتشار النووي (ان بي تي) وخطة العمل الشاملة المشتركة، هناك بعض القضايا محل خلاف بين الجانبين، وطالما أن السيد غروسي يتحرك في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي ، سوف نتعاون بشكل كامل مع الوكالة. نحن مازلنا عضواً ملتزماً في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وسوف نفي بكل التزام علينا في إطار هذه المعاهدة.
وأضاف عراقجي: لكن في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة، توقفت التزاماتنا منذ امد، وكان ذلك رداً على انسحاب اميركا من خطة العمل الشاملة المشتركة، وعودة العقوبات وعدم قدرة الدول الأوروبية على التعويض عن خروج اميركا من الاتفاق. نحن لم ننسحب من خطة العمل الشاملة المشتركة، بل أوقفنا التزاماتنا بها، وكان ذلك أيضاً رداً على عدم التزام الجانب الأوروبي.
وأوضح وزير الخارجية: بالمقارنة مع الماضي، هناك بعض الأسئلة التي لها تعقيدات قد تكون خارج النطاق من الناحية الفنية، ولكن في النهاية، لا يزال هناك سؤالان يمكن حلهما إذا كانت الوكالة تتخذ نهجا فنيا، ولكن يبدو أن هناك نهجا سياسيا في هذا المجال والغربيون يجبرون المدير العام على إدخاله إلى المجال مما يجعل العمل صعبا. وبما أننا واثقون من أن برنامجنا النووي سلمي، فليس لدينا مشكلة في العمل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإثبات سلميته.
وتابع: لكننا سنفعل في إطار التزاماتنا تجاه معاهدة حظر الانتشار النووي، ولن نفعل أبعد من ذلك. خلال هذه الرحلة قررنا المزيد من التعاون، وقد أخبره رئيس الجمهورية وأنا شخصيا بأنه ليست لدينا مشكلة في التعاون مع الوكالة اذا انتهجت هذا الطريق، ولكن اذا تم طرح موضوع اصدار القرار من مجلس الحكام سنسلك نحن هذا الطريق ايضا.
وقال عراقجي: في كل مرة اصدروا قرارا، ابدينا نحن رد الفعل وكل المسؤولين يقولون، وأقولها مرة أخرى، إذا حدث هذا الامر سنتخذ إجراءات جديدة ولن يكونوا سعداء بها بالتأكيد.
*الدبلوماسية الايرانية
وتطرق عراقجي الى العلاقات الخارجية والسياسة الدبلوماسية التي تعتمدها ايران قائلا انها تركز على دول الجوار ومن ثم الدول الصديقة كالصين وروسيا والبحث عن مجالات جديدة للعمل والنشاط الدبلوماسي، موضحا ان العلاقات الايرانية بروسيا والصين قد تقدمت بصورة جيدة خلال الشهور الماضية رغم الازمات الدولية، وان قمة دول مجموعة بريكس كانت مجالا جيدا للعمل الدبلوماسي الايراني وقد اجرى الرئيس بزشكيان لقاءات جيدة جدا مع قادة الصين وروسيا والبرازيل وجنوب افريقيا والهند.
وشدد بأن الدبلوماسية الايرانية تركز جهدها على العلاقات مع الدول الجارة ودول المنطقة ومن ثم دول مجموعة بريكس.
*الرد على العدوان الصهيوني الاخير
وتابع عراقجي بان ايران اثبتت خلال السنوات الماضية وخاصة خلال السنة الاخيرة وبعد بدء الحرب في غزة انها تتصرف بحكمة وذكاء وتتحرك بموجب الحكمة والمصلحة والعزة.
واكد عراقجي حتمية الرد على العدوان الصهيوني الاخير على ايران وقال: الموقف الايراني كان واضحا جدا منذ اليوم التالي لوقوع العدوان الصهيوني، حيث لايران حق الرد وفق القوانين الدولية وميثاق الامم المتحدة ونحن من نقرر موعده وطبيعته وسنقوم به في الموعد المعين.
وفيما يخص التهديدات الصهيونية ضد المنشآت النووية الايرانية قال عراقجي بأن الكيان الصهيوني لا يلتزم بأي قوانين ومبادئ دولية ويمكن ان يرتكب اي فعل كما ان المنظمات الدولية تغض الطرف عن ذلك بسبب النفوذ الاميركي وتواجد القوى الاوروبية في هذه المنظمات ولا يوجد اي تصد لجرائم الحرب وجرائم الابادة، لقد اطلق هؤلاء تهديدات كثيرة ونحن قلنا بصراحة لغروسي، ولجميع الذين كان ضروريا ان نبلغهم، وايضا خلال جولاتي الاقليمية، بأن اي فعل صهيوني ضد ايران سيجابه بفعل يوازيه تماما وانهم يعلمون اذا هاجموا منشآتنا النووية ما الذي سيحصل.
انتهی/*
رقم: 42222