إيصال نيوز/ وخلال زيارته التي استمرت يومين إلى الجزائر، أجرى رئيسي مقابلة مع قناة "الاخبارية" التلفزيونية الوطنية الجزائرية. أجاب فيها على أسئلة حول القضية الفلسطينية، والعلاقات بين إيران والجزائر، وآخر تطورات الملف النووي للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتقييمه لنتائج و مخرجات القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز.
وبشأن القضية الفلسطينية، قال رئيسي: "اليوم، لم تعد شعوب المنطقة فقط، بل شعوب العالم أجمع غاضبة من ظلم الكيان الصهيوني. وأعتقد أنه إذا استمر الوضع على هذا النحو، فإن غضب الشباب في جميع الدول، سواء في الولايات المتحدة وبريطانيا أو في أي دولة أخرى وقارة أخرى، سيظهر بطريقة أخرى في كل مكان."
وقال بخصوص خطابه في قمة منتدى الدول المصدرة للغاز الذي تطرق من خلاله للقضية الفلسطينية وأهمية هذه القضية: "يسعدني للغاية أن أكون في هذه الأرض الطيبة، أرض الجزائر الشقيقة، وأود أن أشكر دولة الجزائر على تنظيمها الناجح للقمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز"، وتابع: "لا شك أن التقارب وتبادل الأفكار والمشاورات بين الدول المصدرة للغاز يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على مستقبل المنطقة الاقتصادي."
* قضية فلسطين ليست فقط قضية العالم الإسلامي بل هي قضية الإنسانية جمعاء
وأكد أنه في بداية هذه القمة، وبسبب الأهمية والحساسية البالغة لقضية فلسطين وغزة، بدأت كلمتي بالتطرق إلى هذه المسألة، لأن قضية فلسطين اليوم ليست فقط قضية العالم الإسلامي بل هي قضية الإنسانية جمعاء، وقد أصبح جميع الأحرار في العالم حساسين تجاه هذا الموضوع."
وقال إنّ ما يحدث اليوم في غزة من جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب، و إبادة جماعية وحصار غذائي ودوائي للنساء والأطفال، وتدمير بيوت الناس، لا يتوافق مع أي قانون أو ميثاق دولي، ويشكل فضيحة كبيرة للغرب ويكشف عن الوجه الحقيقي للولايات المتحدة أمام شعوب العالم.
وأضاف رئيسي: الكيان الصهيوني القاتل للأطفال يرتكب هذه الجرائم البشعة بينما هو يحتل الأراضي الفلسطينية منذ 75 عامًا، ويدمر المنازل، ويقضي على الأراضي الزراعية، ويقتل النساء والأطفال، ويعتقل ويعذب شباب هذه الأرض، ويحرم الفلسطينيين من جميع حقوقهم.
وأكمل قائلا: اليوم، وبعد مرور 75 عامًا، بينما يتجه انتباه العالم إلى غزة وقلوب جميع شعوب العالم متألمة من حجم هذه الجرائم، تساند الولايات المتحدة للأسف الكيان الصهيوني بكل قوتها من خلال تقديم الدعم العسكري والمالي والإعلامي له. وأكثر ما يثير الأسف هو صمت المجتمعات الدولية، وتجاهل المنظمات الحقوقية، وعجز الأمم المتحدة ومجلس الأمن من مواجهة هذه الجرائم.
وأضاف: "اليوم، وأمام أعين العالم أجمع، ترتكب أكبر جريمة ضد الإنسانية، ووفقًا للإحصائيات، فقد استشهد ما لا يقل عن 30 ألف شخص، بينهم نساء وأطفال أبرياء في غزة. ما أصبح واضحًا اليوم لشعوب العالم هو أن النظام العالمي الحالي غير عادل، وأنه لا يمكن ضمان السلام والأمان والطمأنينة للبشرية من خلال هذه المنظمات والآليات الدولية.
* هذه الأحداث يجب أن تكونَ أساسا لتغيير النظام العالمي
وتابع رئيس الجمهورية: في ظلّ كيان مجرمٍ يُمارسُ الظلمَ والجرائم الواسعة النطاق على شعبٍ مظلومٍ، وبينما تدعمُ الولاياتُ المتحدةُ والقوى الأخرى، بدلًا من معاقبةِ المجرمِ، الظلمَ المضاعفَ على المظلومِ، لا شكّ أنّ هذهِ الأحداث يجبُ أن تكونَ أساسًا لتغييرِ النظامِ العالميّ من نظامٍ ظالمٍ وغيرِ عادلٍ إلى نظامٍ عادلٍ، مشيراً إلى أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومنذُ انتصارِ الثورةِ الإسلاميّةِ، اتّخذتْ نهج دعمَ المظلومينَ والمستضعفينَ في العالمِ مأحدَ المبادئِ الأساسيّةِ لسياستها الخارجيّةِ، مؤكدا أنه اليوم يمكنُنا رؤيةَ أوضحِ مظاهرِ الظلمِ في فلسطين.
وأعرب عن ارتياحه للرؤية المشتركة التي تمتلكها كل من إيران والجزائر في هذا الخصوص قائلا: "الحمد لله، في هذه المسألة، فإنّ دولة الجزائر الشقيقة تتفق معنا، ونتشارك في وجهة نظر مشتركة لتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني وإدانةِ الكيان المُحتلّ. إنّ هذا التوافق في المواقف بشأن قضية فلسطين يُعدّ ذا أهمية بالغة.
وتابع: اليوم، اتفقت جميع الدول المستقلة معنا أيضًا على حرية فلسطين، وتشكيل دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف، ومعاقبةِ الكيان الصهيونيّ.
وقال بخصوص الدور الذي من الممكن أن تلعبه الدول التي تتمتع بعضوية غير دائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في وقف الحرب الصهيونية ضد غزة: "أعتقد أن الدول الأعضاء في مجلس الأمن، بما في ذلك الرئيس وجميع أعضاء وأجزاء هذا المجلس، لديهم مسؤولية مضاعفة ويجب عليهم لعب دور في هذا الصدد. أنا واثق من أن الجزائر، نظرًا لمواقفها الجيدة بشأن القضية الفلسطينية، يمكنها بالتأكيد لعب دور في مجلس الأمن وأن تكون لسانًا ناطقًا عن حال الشعب الفلسطيني المظلوم والمُقتدر."
* الأمريكيون والبريطانيون يسعون لتوسيع نطاق الحرب
وفيما يتعلق بالاتهامات الباطلة الموجهة ضد إيران بخصوص اتساع نطاق الحرب قال رئيسي: "نعتقد أنّ الأمريكيين والبريطانيين هم من يسعون لتوسيع نطاق الحرب. بينما سئم العالم من حجم الجرائم في غزة، يقوم ضابط أمريكي بإحراق نفسه أمام سفارة الكيان الصهيوني احتجاجًا على هذه الجرائم. عندما يخرج الناس في بريطانيا ودول أوروبية أخرى في مسيرات ضخمة في الشوارع مطالبين بوقف الهجمات على غزة ووقف دعم الكيان الصهيوني، لكن دون جدوى، فهذا يعني أن هذه الدول لا تريد سماع صوت شعبها وشعوب العالم، مما يعني أنّهم يسعون لتوسيع نطاق الحرب."
وأضاف: "النقطة المهمة الأخرى هي جذور هذه الأحداث المشينة، التي يُنسب بدايتها كذباً إلى عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر، بينما يعود التحليل الصحيح لجذور هذه الأحداث إلى 75 عامًا من الظلم والقتل والتعذيب وسجن الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى الظلم الواقع على شعوب لبنان وسوريا ودول أخرى في المنطقة"، مؤكدا: "اليوم، لم تعد شعوب المنطقة فقط، بل شعوب العالم بأسره سئمت من ظلم الكيان الصهيوني، وأعتقد أنه إذا استمر الوضع على هذا النحو، فإن غضب الشباب في جميع الدول، سواء في أمريكا وبريطانيا أو في الدول الأخرى في القارات المختلفة، سيظهر بطريقة أخرى في مكان ما."
وتابع الرئيس الإيراني قائلا: نحن نسعى إلى الاستفادة من قدرات جميع التحالفات والمنظمات الإقليمية والدولية لتحقيق السلام والأمن والتقدم للشعوب. ونعتقد أنه إذا كانت هناك مجموعة اليوم تحت عنوان الكيان المغتصب والمزيف لإسرائيل، تُرهق المنطقة والعالم بظلمها وجورها وانتهاكاتها، فيجب على جميع الدول أن تتحد ضدها وأن تكون قضيتها الرئيسية هي إزالة هذا الورم السرطاني من المنطقة. ونحن على ثقة من أن الدماء الطاهرة لشهداء فلسطين والمظلومين ستكون نهاية الكيان الصهيوني...
* الطاقة النووية تعتبر حقٌا مشروعاً للجمهورية الإسلامية الإيرانية
وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، أكد بأن الطاقة النووية تعتبر حقٌا مشروعاً للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبأنه يجب علينا استخدام هذه الموهبة لتحسين رفاهية حياة شعبنا، حيث أن للطاقة النووية العديد من الاستخدامات في الطب والصناعة والتعدين والطاقة والنفط والغاز والبتروكيماويات.
وتابع: "إن ما يثير قلق الغربيين، وعلى رأسهم الأمريكيين، هو أن إيران قد تستخدم الطاقة النووية في صنع القنابل الذرية. لقد أعلنا مرارًا وتكرارًا أننا سنستخدم الطاقة النووية بشكلٍ سلمي، ولم يتمّ رصد أي انحراف في استخدام إيران لهذه الطاقة والصناعة حتى الآن. لم يكن لدينا أي انحراف على الإطلاق في هذا المسار، حيث أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تشرف على انشطتنا النووية، وقد أعلنت رسميًا 15 مرة حتى الآن أن الصناعة النووية في إيران سلمية ولا يوجد فيها أي انحراف. لكن الغربيين لا يلتزمون بهذه التصريحات، فهم يعلنونها ثم ينقضونها بأنفسهم."
وأكمل: "اليوم، تعرب بعض الدول عن قلقها من الأنشطة النووية السلمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، بينما تمتلك هي نفسها قنابل ذرية. إنهم قلقون من أنشطة دولة أثبتت حتى الآن أنها لم تكن تسعى وراء القنابل الذرية، وأنها تسعى فقط لاستخدام الطاقة النووية بشكلٍ سلمي."
وأكد قائلا: "النقطة المهمة هنا هي أننا نعتبر استخدام الطاقة النووية السلمية حقًا شرعيا للجمهورية الإسلامية، ولا يوجد أي انحراف في أنشطتنا"، وأوضح أن هذا الالتزام بالطابع السلمي للأنشطة النووية لا ينبع من منع الدول التي تمتلك جميعها قنابل نووية، بل ينبع من مبادئ إيران وقناعاتها. لماذا لا يشعر هؤلاء بالقلق من الكيان الصهيوني الذي يمتلك رؤوسًا نووية؟! لماذا لا يشعر الأوروبيون والأمريكيون بالقلق من الكيان الصهيوني الذي يمتلك أسلحة نووية ولا يملك أي صلاحية في هذا المجال؟! مشيراً إلى أنه خلال جرائم الكيان الصهيوني في غزة، هدد أحد وزراء هذا النظام رسميًا الشعب الفلسطيني باستخدام القنابل النووية."
وقال الرئيس الإيراني متسائلا: لماذ لا يشعرون بالقلق من هذا الكيان الذي يتبع مثل هذا النهج، بينما يشعرون بالقلق من الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي لا تملك قنبلة نووية فحسب، بل إن أنشطتها النووية سلمية أيضًا، وقد أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذه المسألة مرارًا وتكرارًا...
انتهی/*