إيصال نيوز/ وضمن فعاليات مؤتمر "طوفان الاقصى وصحوة الوجدان الانساني" الدولي التي انطلقت صباح اليوم السبت 24 كانون الثاني/يناير في طهران، اوضح رئيس الجمهورية السيد رئيسي بأن الغاية من إنشاء المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية هي رفع مستوى الألفة بين الأديان واصحاب الرأي في الديانات المختلفة، مضيفا انه من مهام المجمع العالمي، التقريب بين المذاهب لتعزيز الاحترام المتبادل بين الأديان وتوطيد الأخوة بين الأمة الإسلامية.
وفي اشارة الى ان أهم قضية للأمة الإسلامية اليوم هي قضية فلسطين، اكد رئيس الجمورية على ما قاله مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الإمام الخميني (ره) بأن فلسطين هي القضية الأولى للعالم الإسلامي، وإن تحرير القدس الشريف له الأولوية في العالم الإسلامي، مشيرا الى ان هذا الاجتماع يعقد لمعالجة أهم قضية في العالم الإسلامي، وهي قضية فلسطين.
واعتبر رئيس الجمهورية بأن الطريق لحل القضية الفلسطينية هو المقاومة والصمود، مشيرا الى انه إذا كان التيار الظالم لا يفهم منطق الحوار والتفاوض فالمنطق الوحيد ضده هو القوة و الصمود والمقاومة.
و أضاف أن الرابح اليوم في طوفان الأقصى هي فلسطين، والخاسر في هذا الميدان هو الكيان الصهيوني وداعميه موضحا بأن تحليل طوفان الاقصى منذ 7 اكتوبر هو تحليل في منتصف الطريق لأنه ينبغي أن ننظر الى قضية فلسطين على انها اغتصاب واضطهاد للفلسطينيين خلال الـ 75 سنة الماضية.
و تابع رئيس الجمهورية قائلا، على الرغم من ان الضفة الغريبة ليست مسلحة الا أن أكثر من 200 شخص استشهدوا في هذه المنطقة مؤخرا.
لطالما كان دعم فلسطين وفصائل المقاومة اولوية لإيران
وأكد رئيسي انه لطالما كان دعم فلسطين وفصائل المقاومة اولوية لإيران لانه لا يمكن السكوت على الظلم في كل مكان في العالم، وينبغي للجميع نصرة من يدافع شرعا عن نفسه ودينه وشعبه. كما شدد رئيس الجمهورية على ضرورة إنهاء الاحتلال ومعاقبة المحتل وتغريمه، مضيفا بأن استمرار الاحتلال الاسرائيلي لا يمنحه الملكية ولا الشرعية، متسائلا أي نظام قانوني او اي مدرسة حقوقية في العالم يقبل بأن استمرار الاحتلال يجلب الملكية والشرعية؟
تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني لا يخلق الأمن بأي شكل من الأشكال
واشار رئيسي الى ان الإمام الخميني (ره) رفع راية الدفاع عن فلسطين، ولم يتراجع القائد الحكيم للثورة الإسلامية آية الله السيد علي الخامنئي قيد أنملة عن القضية الفلسطينية في هذه السنوات وأكد دائما لمن يسعى للتطبيع مع الكيان الصهيوني أن تطبيع العلاقات مع الكيان لن يحقق الأمن بأي شكل من الاشكال لدول المنطقة ولهذا الكيان نفسه.
كما بيّن انه اليوم لا أحد في العالم يجرؤ على الحديث عن تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، متسائلا "هل تستطيع الدول المطبعة مع الكيان الصهيوني أن ترفع رؤوسها أمام شعبها وأمتها؟
وفي اشارة الى ان سياسة التسوية او التنازل في القضية الفلسطينية لم تحقق نتائجها ، استذكر آية الله رئيسي الاتفاﻗﯿات اﻟﻤوﻗﻌﺔ مع الكيان الاسرائيلي كاتفاقية اوسلو وكامب ديفيد وشرم الشيخ التي لم تأت بفائدة لأن الطرف المقابل اي الكيان الصهيوني غير ملتزم بالعهود والذي انتهك حتى الآن أكثر من 400 اتفاقية وقرار وبيان دولي.
دماء شهداء فلسطين الطاهرة بددت الجهل في العالم
واشار رئيسي الى ان ما بدد الجهل في العالم اليوم هو دماء شهداء فلسطين الطاهرة ،مضيفا بأن اليوم أصبحت ضمائر الإنسانية يقظة وإن فلسطين ليست هي قضية الامة الإسلامية فحسب، بل أصبحت قضية انسانية عالمية.
كما تابع ان حركة الاستشهاد والتضحيات الفلسطينية أزاحت القناع عن وجه النفاق الأمريكي الغربي الداعم للصهاينة وجرائمهم وعليه فإن على الأمة الإسلامية اليوم مسؤولية جسيمة للغاية في الحفاظ على هذه الصحوة للضمائر الإنسانية وتعزيزها عبر جهاد التبيين واظهار حقيقة الواقع كما هي للعالم وبأن المجاهدين والمدافعين عن ارضهم وشعبهم ليسوا اشرارا وارهابيين كما يحاول الغرب تصويرهم.
الإنسانية ستقدر الحكم العادل للمحكمة الدولية بحق غزة
و اوضح رئيسي انه لو توحدت الدول الإسلامية ضد الاعداء ،كما اوصى بضرورتها قائد الثورة مرارا وتكرارا ،لما تجرأ الكيان الصهيوني على ارتكاب كل هذه الجرائم . مضيفا انه لو انقطعت كل المعادلات والعلاقات الاقتصادية للدول الإسلامية مع الكيان الصهيوني يوم بدأت جرائم الصهاينة في غزة، لما استمر مشهد هذه الجرائم ايضا.
وتابع آية الله رئيسي كأنه ان لا بد من أن يكون الوضع مختلفا الان، فما هو رد الدول المطبعة او الدول التي تمتلك قوة الردع ولم تستخدمها على الضمير الإنساني والتاريخ و على الأمة الإسلامية حول حجم الفظائع التي ارتكبت بحق اهل غزة.
وفي اشارة الى مرور 100 يوم على العدوان الصهيوني على غزة وتشكيل المحكمة الدولية و بأن الصهاينة والأمريكيين يحاولون إخراج هذه المحكمة عن مسارها، وجه رئيس الجمهورية رسالة الى محاميي وقضاة هذه المحكمة بأن يقفوا اولا وقبل كل شيء امام الله وثانيا أمام الضمير الإنساني، وثالثا أمام التاريخ والمستقبل، لأنه يجب على الجميع أن نقف ضد هذا الظلم الذي لحق بالإنسانية وحقوق الإنسان ومحاسبة المسؤولين عنه.
واكد آية الله رئيسي على أن ما ينتظر من هذه القمة والعالم الإنساني من هذه المحكمة هو إصدار حكم عادل، و إذا أصدر هذا الحكم سيتقدر الانسانية ذلك وسيكون ذلك افتخارا بغض النظر عن اذا ما سيتم تنفيذه لاحقا أم لا، لأنهم لم يرضخوا للضغوط الامريكية والغربية.
وختم آية الله رئيسي مؤكدا على ان الحل المناسب للقضية الفلسطينية هو الحل السياسي الذي صرحت به الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقائدها المتمثل في إجراء استفتاء عام ديمقراطي لجميع الفلسطينيين، يشمل السكان الأصليين لفلسطين بمن فيهم المسيحيون واليهود والمسلمون.
انتهی/*