زرع الفتن.. أخطر وسيلة لتبرير التواجد الأميركي في المنطقة
كشفت التحركات الامريكية، خلال الايام القليلة الماضية، عن وجود نوايا امريكية لاغراق منطقة الشرق الاوسط بالفتن، بهدف تبرير تواجدها غير الشرعي والاحتلالي والمنبوذ، في سوريا والعراق والمنطقة بشكل عام، لاسيما بعد تقارب دولها من بعضها البعض، وهو تقارب، القى ظلالا من الشك على التواجد العسكري الاميركي المريب في المنطقة.
إيصال نيوز/ وکتبت شبکة العالم: في الوقت الذي تشهد العلاقات العربية السورية، والعربية الايرانية، تقاربا غير مسبوق، بعد اكثر من عقد من الزمن، حيث تبادلت هذه الدول افتتاح سفارتها، وتشهد عواصمها تبادلا للزيارات بين كبار مسؤوليها، تصر امريكا على وضع العصي في عجلة هذا التقارب، للحيلولة دون عودة العلاقات بين الاشقاء والجيران الى سابق عهدها.
من الاجراءات المفضوحة والمكشوفة لتعكير صفو العلاقات الهادئة بين دول المنطقة، هو ما اعلنه مسؤول في وزارة الدفاع الامريكية اليوم، ان بلاده سترسل مقاتلات "إف-16" إلى منطقة الخليج الفارسي في نهاية هذا الأسبوع لتعزيز طائرات "إيه-10" التي تقوم بدوريات هناك منذ أكثر من أسبوع!.
اما التبرير الامريكي لهذا الاجراء، فهو :"أن مقاتلات إف-16 ستوفر غطاء جويا للسفن التي تتحرك عبر مضيق هرمز وتزيد من وضوح رؤية الجيش الأميركي في المنطقة كرادع لإيران"!!.
هذا الاجراء يأتي في الوقت الذي لم تشهد المنطقة منذ وقت طويل اي حوادث امنية بحرية تذكر، غير تلك الحوادث التي تدبرها امريكا عن قصد لتعكير صفو حركة الملاحة الدولية، والايحاء بان المنطقة غير امنة، وتحتاج لتواجد عسكري امريكي، كحوادث إرتطام بعض ناقلات النفط التي تحمل نفطا مهربا من منطقة الخليج الفارسي، بسفن ايرانية بشكل متعمد ومقصود، حيث اسفر بعضها الى فقدان بعض المواطنين الايرانيين واصابة اخرين بجروح بليغة، وهو ما يستدعي عادة تدخل البحرية الايرانية، لوقف هذه التجاوزات على القانون الدولي.
وفي اجراء امريكي فتنوي آخر، لضرب امن واستقرار المنطقة، اعلنت وزارة الدفاع الامريكية، انها تدرس عددا من الخيارات العسكرية لمواجهة ما وصفته ب"العدوان الروسي المتزايد في سماء سوريا"!!، وذلك بعد ان باتت امريكا عارية في سوريا من اي مبرر معقول لتواجدها غير الشرعي في هذا البلد، لمنع بسط سيادة الدول السورية على كامل الجغرافيا السورية، ومواصلة سرقة ثرواتها النفطية.
اللافت ان وزارة الدفاع الامريكية تبرر احتلال سوريا، لمواجهة ما اسمته :"النشاط العسكري الروسي وتنامي التعاون والتنسيق بين موسكو وطهران والنظام السوري، الرامي للضغط على الولايات المتحدة لمغادرة سوريا"، بينما تتناسي هذه الوزارة ان سوريا دولة ذات سيادة، وعضو في الامم المتحدة وفي الجامعة العربية، وهي التي دعت حليفتيها ايران وروسيا لمساعدتها للتصدي للجماعات التكفيرية، التي ترعاها وتدعمها وتجندها وتسلحها امريكا وحلفاؤها.
وفي تزامن لافت مع الاجراء السابق، كشفت مصادر اعلامية لقناة العالم الاخبارية، عن وصول تعزيزات من ما يسمى "قوات الصناديد"، التي شكلتها قوات الاحتلال الامريكي من عشائر عربية، منضوية تحت لواء "قسد"، الى مناطق ريف دير الزور ، لحماية عمليات سرقة امريكا للنفط السوري، وهو بالمناسبة اجراء لا يمكن فصله عما يجري في العراق، من تدخل امريكي فتنوي سافر، تمثل بالتهديد المباشر الذي اطلقته السفيرة الامريكية في العراق، والرئيس الامريكي جو بايدن، ضد رئيس حركة النجباء الشيخ اكرم الكعبي، حيث تم تهديده علنا بالاغتيال على طريقة عصابات الكابوي.
هذه المواقف الامريكية الاحتلالية والاستعلائية، هي التي دفعت انصار المقاومة في العراق من اهالي مدينة بغداد للتظاهر والتوجه نحو السفارة الامريكية في بغداد، الا ان تواجد السفارة داخل المنطقة الخضراء، حال دون وصول المتظاهرين اليها، حيث ندد المتظاهرون بالتدخلات الامريكية في الشأن العراقي، لاسيما في الشأن الامني والسياسي والاقتصادي، وكذلك بالدور الامريكي المخزي في تدهور المنظومة الكهربائية، ومنع العراق من تدفيع مستحقات للغاز الايراني، بذريعة الحظر الامريكي الاحادي الجانب وغير القانون المفروض على ايران.
هذه الفتن الأميركية المتنقلة في منطقة الشرق الاوسط وخاصة في الخليج الفارسي والعراق وسوريا، تستهدف اولا واخيرا، ضرب اي تقارب بين الدول العربية والاسلامية، خدمة لـ"اسرائيل"، وهي فتن باتت مكشوفة لشعوب المنطقة، بعد ان اكتوت هذه الشعوب بنيرانها، على مدى اكثر من عقد من الزمن، إلا انه آن الاوان ان تكون هذه الشعوب على مستوى المخاطر التي تتهددها وتتهدد دولها واستقرارها وخيراتها وثرواتها، وهو ما يحتم الا تقع مرة اخرى فريسة هذه الفتن، التي جعلت ابناء المنطقة يقتل بعضهم بعضا، بينما المحتل الاسرائيلي والامريكي يضحك ملء شدقيه.
انتهی/*