للاستفادة القصوى من الطاقات الشابة والمفعمة بالدوافع من أجل تقدم العراق/سنتصدى بصدورنا لنصون العراق
لتقى رئيس وزراء العراق، السيّد محمّد شياع السّوداني، والوفد المرافق، مع الإمام الخامنئي، عصر اليوم الثلاثاء 29/11/2022. وخلال اللقاء شدّد قائد الثورة الإسلاميّة أنّ تقدّم العراق وبلوغه مكانته السامية والحقيقيّة يصبّان في مصلحة الجمهوريّة الإسلاميّة، وبارك للسيد شياع السوداني انتخابه رئيساً للوزراء في العراق معتبراً إياه شخصاً مؤمناً وقديراً يبعث ترؤسه الحكومة العراقية على الفرح والسرور. وقال سماحته أن على العراق أن يستفيد بأقصى الحدود من الطاقات الشابة لديه من أجل تحقيق التقدّم، وأنّ الجمهوريّة الإسلاميّة سوف تتصدّى بصدرها لكلّ ما يهدّد أمنه واستقراره.
أكّد قائد الثورة الإسلاميّة، الإمام الخامنئي، خلال لقائه عصر اليوم الثلاثاء 29/11/2022 مع رئيس وزراء العراق، السيّد محمّد شياع السوداني، أنّ تقدّم العراق وبلوغه مكانته السامية والحقيقيّة يصبّان في مصلحة الجمهوريّة الإسلاميّة، مضيفاً: «نعتقد بأنّ جنابكم الشّخص القادر على الدفع بالأمور وعلاقات العراق نحو الأمام وإيصال هذا البلد إلى مكانته المستقلّة واللائقة بحضارته وتاريخه».
وبعدما بارك سماحته انتخاب السيّد شياع السوداني رئيساً للوزراء في العراق، وصفه بأنّه مؤمنٌ وقدير ويبعث ترؤسه الحكومة العراقيّة على الفرح والسّرور.
ولفت الإمام الخامنئي إلى أنّ العراق أرقى البلدان العربيّة في المنطقة من حيث الثروات الطبيعيّة والبشريّة وأيضاً من حيث الموروث الثقافيّ والتاريخيّ والحضاريّ، واستدرك: «للأسف، ورغم مثل هذا التاريخ، لم يستطع العراق بعد بلوغ مكانته السامية والحقيقيّة، فيحذونا الأمل أن يُحقّق العراق مع حضوركم تقدّمه ومكانته الحقيقيّة».
ورأى الإمام الخامنئي أن من اللوازم الأساسيّة لبلوغ العراق مكانته الحقيقيّة تحقّق الانسجام والوحدة بين مكوّنات الداخل العراقي، وأضاف: «من اللوازم الأخرى لهذا التقدّم الاستفادة القصوى من الطاقات الشابّة والمليئة بالدوافع في العراق». وتابع سماحته: «طبعاً، لتقدّم العراق أعداء قد لا يُبرزون عداءهم في الظاهر أيضاً، لكنّهم لا يؤيّدون حكومة كحكومتكم، ولا بدّ أن تقفوا بصلابة وتتصدّوا لإرادة العدوّ مع الاعتماد على الناس والطاقات الشابّة والمليئة بالدوافع، الذين نجحوا في اختبار المواجهة لخطر داعش المُهلك والعظيم».
قائد الثورة الإسلاميّة رأى أنّ تقدّم العراق في الساحات الاقتصاديّة والخدمية وحتى على مستوى الساحة الافتراضيّة وتقديم صورة مُعتبرة عن الحكومة للشعب العراقي منوطٌ كله بالاستفادة من الطاقة الهائلة للشباب العراقيين بصفتهم الجيش الحقيقي الداعم للحكومة. وقال: «الحكومة العراقيّة الجديدة قادرة مع امتلاك مثل هذه الركيزة وعبر الاستفادة من المصادر والإمكانات الماليّة الجيّدة في هذا البلد أن تُحدث تحوّلاً جدّياً في الساحات شتى خاصّة في مجال تقديم الخدمات إلى الناس».
وأشار سماحته إلى كلام رئيس الوزراء العراقي الذي قال فيه إننا استناداً إلى الدستور العراقي لن نسمح لأيّ طرف باستخدام أراضي العراق من أجل زعزعة أمن إيران، وعلّق قائلاً: «يحدث هذا الأمر الآن للأسف في بعض مناطق العراق، والحلّ الوحيد لذلك هو أن تبسط الحكومة المركزيّة في العراق اقتدارها ليطاول تلك المناطق أيضاً».
وتابع قائد الثورة الإسلاميّة: «رؤيتنا حيال أمن العراق هي أنّنا سنتصدّى بصدورنا لكلّ من يقرّر زعزعة الأمن في العراق من أجل صون العراق».
وأكّد الإمام الخامنئي أنّ «أمن العراق أمنُ إيران، كما أنّ أمن إيران يؤثّر في أمن العراق»، وأشار إلى المحادثات التي أجراها رئيس وزراء العراق اليوم في طهران قائلاً: «خلال المراحل السابقة أيضاً جرت محادثات وتفاهمات جيّدة، لكن قلّما بلغت مرحلة التنفيذ، ولذلك لا بدّ أن ننطلق بخصوص التفاهمات وخاصّة في مجالات التعاون الاقتصادي وتبادل البضائع وارتباط سكك الحديد نحو مرحلة المبادرة والتنفيذ».
ولفت سماحته إلى بعض الإرادات الرامية إلى منع تقدّم التفاهمات ومجالات التعاون بين إيران والعراق، وتابع: «لا بدّ من التغلّب على هذه الإرادات بالمبادرة والعمل».
خلال هذا اللقاء الذي حضره رئيس جمهوريّة إيران الإسلاميّة، حجّة الإسلام والمسلمين السيّد رئيسي، تحدث رئيس وزراء العراق السيّد شياع السوداني، عن العلاقات الإستراتيجية والتاريخيّة التي تربط إيران والعراق، وقال: «النموذج البارز لوقوف إيران والعراق جنباً إلى جنب كان الحرب مع داعش حين امتزجت دماء الإيرانيّين والعراقيّين في خندق واحد».
وحيّا رئيس وزراء العراق ذكرى الشهيدين اللواء سليماني وأبي مهدي المهندس، معتبراً أنّ هذين الشهيدين يشكّلان نموذجاً آخر على وقوف الشعبين الإيراني والعراقي جنباً إلى جنب. ولفت السيّد السوداني إلى عزم الحكومة الجديدة في العراق وتصميمها على تنفيذ الاتفاقات بين البلدين وتطوير العلاقات في المجالات شتى خاصّة الاقتصاديّة، وأضاف: «أمن إيران والعراق ليسا منفصلين عن بعضهما بعضاً، وبالاستناد إلى الدستور العراقي لن نسمح لأيّ طرف أن يستخدم أراضي العراق من أجل المس بالأمن».
انتهی/*