كشفت بيانات ملاحية جوية حصلت عليها وكالة "سند" للرصد والتحقق الإخباري في شبكة الجزيرة عن تنفيذ دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) والسويد أكثر من 225 رحلة جوية باستخدام طائرات استطلاع عسكرية متقدمة فوق أجواء شرق أوروبا و الحدود الأوكرانية.
حرب المعلومات في الأجواء..أكثر من 200 رحلة استطلاعية للناتو والسويد شرقي أوروبا
الجزیرة , 20 Feb 2022 ساعة 19:33
كشفت بيانات ملاحية جوية حصلت عليها وكالة "سند" للرصد والتحقق الإخباري في شبكة الجزيرة عن تنفيذ دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) والسويد أكثر من 225 رحلة جوية باستخدام طائرات استطلاع عسكرية متقدمة فوق أجواء شرق أوروبا و الحدود الأوكرانية.
إیصال نیوز/ رغم أن الحشود العسكرية الروسية على الحدود الأوكرانية بدأت منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إلا أن وتيرة التحذيرات الأميركية والغربية عموما من هجوم روسي على أوكرانيا تصاعدت بشدة وبصورة مفاجئة في الأيام الماضية، وسط تكهنات عديدة بشأن موعد الغزو الروسي المحتمل.
ولم تكتف الدول الغربية بالتحذيرات الكلامية، بل أتبعت تصريحاتها بقرارات إجلاء لدبلوماسييها من كييف، ومطالبة رعاياها بمغادرة أوكرانيا فورا، بسبب مخاوف وقوع الغزو في أي لحظة، كما كثفت من إرسال مساعداتها العسكرية إلى أوكرانيا، تزامنا مع تأكيدها أن القوات الروسية أصبحت في مواقع متقدمة وهجومية.
ولا تزال الإدارة الأميركية تتوقع احتمالية الهجوم الروسي على أوكرانيا، في الوقت الذي جرى فيه الحديث عن عودة بعض القوات الروسية من الحدود الأوكرانية، وهو الأمر الذي يناقض تصريحات الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ بأنه لا يتوفر أي مؤشرات على أن موسكو تسحب قواتها.
وقوبلت التحذيرات الغربية بنفي روسي متكرر، إلا أن هذا النفي لم يحسم أو يفند الادعاءات بشأن الغزو، حتى أن الجانب الأوكراني أبدى استغرابه هو الآخر من تلك التصريحات، وطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إمداده بأي معلومات عن موعد الغزو الروسي، في إشارة إلى أن بلاده لا تملك المعلومات التي بحوزة دول حلف الناتو.
*فما الأسباب التي دعت الغرب إلى فعل ذلك؟
هناك العديد من السيناريوهات التي يتحدث عنها الخبراء والمحللون، منها أن واشنطن ربما تحاول استدراج موسكو إلى الحرب دون رغبة من الأخيرة، والتي من المحتمل أن تكون حشودها العسكرية في إطار التهديد ليس إلا، ولذلك ستهتز صورتها عالميا عندما تقرر عدم الهجوم.
لكن السيناريو الآخر هو الأخطر، إذ يفترض أن الغرب لديه معلومات دقيقة عن التحركات العسكرية الروسية، وخطط موسكو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
فكيف يمكن التوصل إلى تلك المعلومات في ظل تكتم الجانب الروسي الشديد عن نواياه، وفرضه ما يشبه الستار الحديدي على ما يحدث داخل أروقة الكرملين، وعلى ما يدور في ذهن بوتين كذلك؟
من المرجح أن المعلومات التي بحوزة الغرب جمعت على مدار الأيام والأسابيع الماضية من خلال عدة طرق، منها استخدام طائرات الاستطلاع المتقدمة التي تمتلكها دول الناتو، بالإضافة إلى دول أخرى غير أعضاء بالحلف مثل السويد، والتي تتمتع بقدرات عالية على الرصد وجمع المعلومات. وقد ارتفعت وتيرة عمل طائرات الاستطلاع التابعة للناتو وللسويد في منطقة شرق أوروبا، إذ تجاوزت 225 رحلة استطلاع منذ بداية العام وحتى منتصف فبراير/شباط الجاري، وتهدف رحلات الاستطلاع إلى جمع معلومات عسكرية بصورة دقيقة.
وقد حللت وحدة التحقق والرصد بشبكة الجزيرة (سند) جميع تلك الرحلات، واستطاعت الوصول إلى بيانات دقيقة عن نوعيات طائرات الاستطلاع المستخدمة، بالإضافة إلى قدراتها التفصيلية والمساحة التي تستطيع رصدها، وكذلك المسارات التي اتبعتها كل رحلة وطبيعة المعلومات التي يمكن أن تجمعها.
ومن خلال تحليل البيانات الذي أجرته "سند"، يمكن القول إن الدول الغربية استخدمت 20 نوعا من الطائرات الاستطلاعية في الرحلات التي بلغ عددها 225 رحلة في 45 يوما منذ بداية العام حتى منتصف فبراير/شباط الجاري...
انتهی/*
رقم: 21733