يواصل الغرب حملات الضغط على دمشق عبر تحميلها المسؤولية عما آلت إليه البلاد حتى الآن، من دون مراجعة سلوك الجماعات المسلحة وداعميها الإقليميين والدوليين وممارساتهم في التدمير والتخريب.
عقد من الحرب على سوريا.. أي مسارات ستتخذها إدارة بايدن؟
المیادین , 16 Mar 2021 ساعة 13:48
يواصل الغرب حملات الضغط على دمشق عبر تحميلها المسؤولية عما آلت إليه البلاد حتى الآن، من دون مراجعة سلوك الجماعات المسلحة وداعميها الإقليميين والدوليين وممارساتهم في التدمير والتخريب.
إیصال نیوز/ عشر سنوات من الحرب على سوريا، واجهت خلالها دمشق أشكال الحرب والإرهاب والحصار. وكان الإعلام الغربي شريكاً أساسياً في هذه الحرب، من خلال الدعاية والتشويه أو إخفاء الحقائق. واليوم تتجدد هذه الحملة على سوريا، عنوانها التركيز على الأزمة الإنسانية وتحميل الحكومة السورية مسؤوليتها.
وفي جردة الحسابات بين معطيات الميدان والسياسة، حقائق كثيرة الاتجاهات الجديدة لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وحلفائها الغربيين، توحي بمسارات تشدد وضغوط.
بعد مجيء بايدن رئيساً، أصبحت سوريا في دائرة الاهتمام بتكثيف الضغوط، وهو ما انعكس على المقاربة الغربية في إعطاء نفس جديد للحرب على سوريا لا ينفصل عن سياق إقليمي تريد واشنطن الإمساك بأوراقه التفاوضية.
وفي هذا السياق، وانسجاماً مع موقف الإدارة الأميركية الجديدة، فرضت بريطانيا عقوباتها الأخيرة على دمشق بعد أن فشلت كل سبل تغيير الحكم بالإرهاب وفوضى المجموعات المسلحة لا عبر صندوق الانتخابات.
حيث فرضت لندن عقوبات جديدة على سوريا شملت 6 مسؤولين بينهم وزير الخارجية فيصل المقداد.وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، إن بلاده "تعاقب" هؤلاء المسؤولين بسبب ما وصفه "باعتدائهم الشامل على المواطنين الذين ينبغي أن يتولوا حمايتهم".
أما بالنسبة لواشنطن، فلا اعتراف بما يخرج من صندوق الانتخابات، وتلك وسيلة ضغط أخرى للطعن في شرعية الرئيس بشار الأسد إن جرى انتخابه مجدداً. بل إن التهجم على الأسد عاد بشكل لافت أخيراً على لسان المسؤولين الأميركيين.
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قال "غير ممكن إفلات النظام السوري من العقاب"، كاشفاً إحدى أوراق الضغط بـ"إثارة تهمة استخدام الكيميائي".
من جهته، المتحدث باسم الوزارة نيد برايس، قال "ثمة مجموعة متنوعة من أدوات الضغط على دمشق"، مضيفاً أن "ذلك يندرج على ما يبدو ضمن استراتيجية الإدارة الجديدة". وتريد واشنطن بالإبقاء على قواتها في سوريا توجيه رسالة مفادها أن بيدها ورقة ضغط، لتسوية تتجاوز الجغرافيا السورية بتفاوض أوسع وأشمل.
وفي هذا السياق، أشار الكاتب والباحث السياسي وليد شرارة، إلى أن "إدارة بايدن ماضية في سياسة ترامب بشأن سوريا في الحصار"، لافتاً إلى أن "إدارة ترامب كانت تسعى إلى خنق سوريا اقتصادياً وحتى صوملتها لكسر محور المقاومة".
وقال شرارة للميادين، إن "التيار الغالب داخل الإدارة الأميركية الحالية يتماهى مع سياسة ترامب في مواجهة محور المقاومة"، معتبراً أن "هدف واشنطن هو دفع الوضع السوري إلى الانهيار لاستهداف محور المقاومة في حلقته المركزية".
وأضاف شرارة أن "لندن أقرب إلى واشنطن في سياستها، وقرارها في العقوبات على سوريا يأتي في إطار تكثيف الضغط"، معتبراً أن "محور المقاومة نجح في خلق ميزان قوى جديد في مواجهة واشنطن وحلفائها".
بدوره، قال محرر شؤون الأمن القومي في صحيفة "واشنطن تايمز" غاي تايلور، إن "الولايات المتحدة تدخلت في سوريا لمواجهة تنظيم داعش وليس من أجل صوملتها"، مشدداً على أنه "لدى تركيا وروسيا مصالح في سوريا ولا يمكن إلقاء اللوم على واشنطن فقط".
تايلور أكد للميادين، أن "سوريا لم تكن قضية سهلة على الولايات المتحدة لجهة كيفية التعامل مع ملفها"، مشيراً إلى أن "محور المقاومة قرر ان يضرب بيد من حديد لمواجهة واشنطن وحلفائها وسياسات الحصار".
الدبلوماسي الإيراني السابق أمير موسوي، أكد أن "الولايات المتحدة جيشت العالم لاسقاط دمشق ومحور المقاومة لكنها فشلت".
موسوي أوضح للميادين، أن "صمود دمشق ومحور المقاومة هو انتصار كبير لأنه كسر الإرادة الغربية بتغيير النظام في سوريا"، منوهاً إلى أن "محور المقاومة تمكن بصموده كسر المحاولات الغربية والأميركية في تفتيته".
وقال موسوي إن "إدارة بايدن أضعف إدارة أميركية مرتبكة بسبب أزمات داخلية واقتصادية والعلاقات مع روسيا والصين"، مؤكداً أن "محور المقاومة قرر أن يضرب بيد من حديد لمواجهة واشنطن وحلفائها وسياسات الحصار".
انتهی/*
رقم: 15498