يقول أنغوس روكسبيرغ المراسل السابق لهيئة الإذاعة البريطانية في موسكو والمستشار السابق للكرملين إن لديه طريقة أفضل لإيذاء بوتين بدلا من "الهوس" بالعقوبات ضد النخبة الحاكمة (الأوليغارشية).
مقال في الغارديان: انسوا العقوبات ضد الأوليغارشية.. هناك طريقة أفضل لإيذاء بوتين
الجزیرة , 25 Feb 2022 ساعة 10:35
يقول أنغوس روكسبيرغ المراسل السابق لهيئة الإذاعة البريطانية في موسكو والمستشار السابق للكرملين إن لديه طريقة أفضل لإيذاء بوتين بدلا من "الهوس" بالعقوبات ضد النخبة الحاكمة (الأوليغارشية).
إیصال نیوز/ وذكر روكسبيرغ في مقاله بصحيفة غارديان (The Gaurdian) أمس الخميس أن المليارديرات قريبون من الزعيم الروسي لكنه لا يستمع إليهم، وأن ضرب هذه النخبة التي تنصحه سيعجل بانتشار السخط.
وأشار إلى أنه منذ ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014 كان رد الفعل الغربي على قائمة الجرائم المتزايدة لبوتين هو فرض عقوبات على "رفاقه" في السنوات الأخيرة.
وكانت هناك مطالب ملحة بشكل خاص لفرض عقوبات على الأوليغارشيين الأثرياء المقيمين في لندن، ولذا اتخذ رد الحكومة البريطانية هذا الأسبوع على اعتراف بوتين بالجمهوريات الانفصالية في منطقة دونباس الأوكرانية الشكل المعتاد، وهو عقوبات ضد 5 بنوك روسية و3 من الأوليغارشيين.
وعلق الكاتب بأنه على الرغم من الغضب الشديد فإننا نادرا ما نتريث قليلا لطرح بعض الأسئلة البسيطة جدا، مثل: هل هذه الإجراءات هي في الواقع العقوبات الصحيحة؟ وهل تستهدف الأشخاص المناسبين؟ وهل كان لها أي تأثير على سلوك بوتين؟
وقال إن الإجابة عن كل هذه الأسئلة الثلاثة هي لا، وذلك لعدة أسباب، أولا: أن فرض عقوبات على الأوليغارشيين ليس له تأثير يذكر على السياسة الروسية، وبعض هؤلاء قريبون من بوتين، وبعضهم ربما يساعدون في إخفاء ثروته في حسابات خارجية، وبوتين يستخدمهم لتمويل المشاريع التي يحتاج إلى إنجازها بسرعة.
ويرى روكسبيرغ أن هذه العلاقة أحادية الاتجاه تماما، لأن بوتين يسمح لهم بالازدهار بشرطين: أن يدفعوا المال عندما يحتاجه، وأن يبقوا خارج السياسة، ولذلك يعتبر الكاتب فكرة أنهم يؤثرون على سياساته هي محض خيال.
والدليل على ذلك -كما يقول روكسبيرغ- هو أن العقوبات التي تفرض بانتظام على الأوليغارشيين منذ عام 2014 لم تحدث أي اختلاف يذكر في سياسات بوتين، ولم يثر أي منهم الكثير من التعبير عن الندم، ناهيك عن تغيير المسار، وما فعلوه هو تعميق كراهية بوتين المتصاعدة بالفعل في الغرب.
لكنه يعتقد أن هناك نهجا أكثر جرأة وإبداعا، وهو التركيز على الطبقة الحاكمة في روسيا (أعضاء مجلس الدوما ومجلس الشيوخ والمجلس الرئاسي والمراتب العليا في أجهزة الأمن والدفاع وكبار موظفي التلفزيون الحكومي) التي تقدر بعدة آلاف، لأن هؤلاء الرجال وبعض النساء هم الذين يجندون ويصدّقون على قرارات بوتين وينفذونها، كما أن بعضهم -بخلاف الأوليغارشيين- ينصحونه بالفعل.
وقال روكسبيرغ إن هؤلاء هم الذين يجب استهدافهم، لأنه عندما يبدأ عدة آلاف من الأشخاص الذين يعتمد عليهم بوتين فعليا في الشعور بعواقب سياساته في حياتهم الشخصية ستكون هناك موجة من الاستياء.
وأوضح أن معظم هؤلاء الأشخاص يحبون السفر إلى أوروبا والولايات المتحدة ويعلمون أطفالهم في بريطانيا ويمتلكون عقارات فيها، وإذا رفض منحهم تأشيرات للسفر إلى الغرب وشعروا أنهم سجناء فعليا في روسيا فلن يستغرق السخط وقتا طويلا حتى يتغلغل في الطبقة السياسية بأكملها، وستكون الرسالة الموجهة إليهم واضحة: إذا كنت تريد الاستمتاع بأنماط حياتك الغربية فأنت بحاجة إلى زعيم جديد يحترم القيم الغربية، وحتى ذلك الحين أنت ممنوع من السفر.
وأضاف الكاتب أن هناك قيمة مضافة لهذا النهج في أنه بخلاف بعض العقوبات الاقتصادية لن يضر الروس العاديين، بل سيسعدهم في الواقع.
واختتم مقاله بأنه إذا كان أي نوع من العقوبات سيكون لها تأثير فهي هذه، وقال "انسوا القلة واستهدفوا النخبة السياسية".
انتهی/*
رقم: 21851