على تنوع المصطلحات واختلاف نسبة الإعلام لأي جهة، رقمية كانت أو إلكترونية، يبقى التسليم بأن هذا النوع من الإعلام هو دمج لوسائل التكنولوجيا مع رسالة الإعلام وانصهار الكومبيوتر وشبكات الكومبيوتر والوسائط المتعددة في طريق إيصال الرسالة الإعلامية.
مدخل إلى الإعلام الرقمي و الرسالة الإعلامية
الشريف علي السيد رضا صبح*
المیادین , 19 Feb 2021 ساعة 10:34
على تنوع المصطلحات واختلاف نسبة الإعلام لأي جهة، رقمية كانت أو إلكترونية، يبقى التسليم بأن هذا النوع من الإعلام هو دمج لوسائل التكنولوجيا مع رسالة الإعلام وانصهار الكومبيوتر وشبكات الكومبيوتر والوسائط المتعددة في طريق إيصال الرسالة الإعلامية.
إیصال نیوز/ منذ أن ظهر للعالم عنصر جديد ساهم بنقلة نوعية فريدة في تغيير هوية الإعلام إلى حد ما وإضفاء مميزات كانت مستهجنة أو غير متوقعة، ربما أصبحت فكرة الميديولوجيا تدور في الأفق الإعلامي، فمذ بدأ التداول بمصطلح الإعلام الجديد وشبكات الاتصال التي تستخدم الأدوات السمعية والبصرية الجديدة مستعينة مع التطور التقني في العام 1990 أطلق على هذه الفكرة الإعلام الرقمي ومع دخول التكنولوجيا أوسع أبوابها وأخذ الاعلام الجديد أو لنقل الرقمية حتى الإعلام الإلكتروني نصيباً وافراً من اندماجه مع وسائل التكنولوجيا المعاصرة أواخر الألفية الماضية وإلى يومنا هذا.
وعلى تنوع المصطلحات واختلاف نسبة الإعلام لأي جهة، رقمية كانت أو إلكترونية، أو وصفها بالتجديد، يبقى التسليم بأن هذا النوع من الإعلام هو دمج لوسائل التكنولوجيا مع رسالة الإعلام وانصهار الكومبيوتر وشبكات الكومبيوتر والوسائط المتعددة في طريق إيصال الرسالة الإعلامية.
ارتكاز المجتمع في عصرنا الحالي ومدى التفاعلية والرغبة الشديدة والإقبال غير المسبوق على وسائل الاتصال وأدوات الإعلام بشكله المختلف عن بالإذاعة والأثير والبرامج التلفزيونية والصحف المطبوعة، وبوجود وحدات رقمية وربط الأجهزة الإلكترونية وإشراك الناس في القضايا السياسية والاجتماعية وغيرها من المواضيع التي كانت حكراً على أهل الاختصاص كان التصدي لها له شكل خاص، ما رسم معالم جديدة وخطوطاً ما بين العالمين الإعلاميين الجديدين، كما يمكن أن نعبّر تجاوزاً.
إن عصر اليوم هو عصر الثورة الإعلامية الفريدة التأثير؛ عصر بدأ مع ظهور الجيل الأول من الإنترنت، وتحديداً مع ظهور "AOL"، فما بين الويب 1.0 وظهور الجيل الثاني من الويب 2.0، وتحول مفهوم الإنترنت من مصدر للمعلومات إلى مصنّع لها، وإلى منصة تفاعلية أبعد من مجرد خدمة البريد الإلكتروني والقائمات البريدية ومجموعات الأخبار وغيرها مما قدمه الويب 1.0، حيث أصبح المستخدم يصنع المواقع ويزيد حضوره وتفاعله من خلال نظام إدارة المحتوى.
نقلت ثورة تطور الويب 2.0 عالم التواصل إلى عالم أكثر شمولية، لتجعل المجتمع الرقمي أو الإلكتروني والعالم قرية كونية بحق، وتسمح للمجتمع بالتعبير عن نفسه واهتماماته بسهولة في ظل تفاعل اجتماعي، من خلال قاعدة بيانات افتراضية اجتاحت العقول جملةً وتفصيلاً، فأصبح لها أهمية بالغة الأثر في حياتنا اليومية، ومهّدت الطريق لجيل الثورة الرابعة مع تطور وسائل الاتصال الهائل.
هنا، كانت الميديولوجيا الرائدة والسباقة في التأثير في إيصال الرسائل واستخدام الإعلام لها كأداة فعالة في عرض الوسائل التقليدية، وكانت ركيزتها المجتمع الافتراضي أو الفضاء السيبيري. وبتوجيه أدق، إن الميديولوجيا، وإن كانت سلاحاً ووسيلة قوية التأثير في مجال الإعلام، لكنها لم تكن ناسخة للإذاعة والتلفاز والصحافة، بل كانت مكمّلة لبعض الجوانب، وكانت إضافة في عالم الإعلام.
ومن أبرز ميزاتها أنها أوصلت الرسالة الإعلامية بسرعة، وسهّلت التلقي، وسمحت للمجموعات الأصغر من الناس بالالتقاء وتبادل الآراء وإسماع العالم صوت مجتمعاتهم. ومن أبرز ما قدمته أيضاً فكرة "رجع الصدى" الذي يحقق إعادة المعلومات إلى المرسل، حتى يستطيع تحديد إذا ما حققت الرسالة أهدافها، وعدم استغراقها وقتاً طويلاً، وتوفير حرية بين المتلقي والمرسل من دون عوائق أو قيود، ما أتاح وظائف مفيدة في عملية الاتصال الإعلامي.
التغير الكبير في المفاهيم الإعلامية بعد الميديولوجيا غيّر الكثير من أسس المجتمع بشكل ما، ناهيك بأسس الصحافة والإعلام، إذ ظهرت أشكال جديدة، من قبيل الصحافات الإلكترونية والمواقع الإخبارية الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي، ما جعلنا نتيقّن أن قوة الإعلام اليوم يتمثل بملايين الحواسيب المتصلة بشبكة الإنترنت، والمعلومات التي تفرزها وتنقلها في وقت واحد لكل فرد، مرسلاً كان أو متلقياً.
وهو ما ساهم في خلق مفاهيم إعلامية حديثة مفيدة وذات تأثير في إيديولوجيات المجتمع، لتوحيده وجعله مجتمعاً واحداً، وهي بذلك سلاح ممتاز ووسيلة مفيدة إذا ما كنا نستطيع أن نتحكّم بالرسائل ونوجهها نحو هدف سامٍ من خلال رسالتنا الإعلامية، على الرغم من خطورته ودقته، لأنه مجتمع يتسم بالافتراضية والخيالية واللامركزية، ما يجعلنا نقف أمامه موقفاً خطيراً وحذراً إذا لم نستطع التحكم به، وإيصال الرسائل الخلاقة إلى مجتمع يكون قرية كونية فاضلة ونموذجاً أفضل قدر الإمكان في عصر إرهاصات الموجة الرابعة.
*کاتب لبناني
انتهی/*
* إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي «إیصال نیوز» وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً
رقم: 14932